السؤال
السلام عليكم.
السادة المستشارون القائمون على هذه النصائح والإرشادات المفيدة! تحية طيبة. وبعد:
فبداية منذ حوالي عشر سنوات تقريباً حدثت مشادة كلامية حادة بيني وبين والدتي على الحالة المادية لنا كأسرة تتكون من أحد عشر فرداً، والظروف الصعبة التي كنا نمر بها في ذلك الوقت.
وكانت الوالدة تشكو من تصرف الوالد في بيع بعض الأشياء التي كان يمتلكها في تلك الفترة، وكذلك الاقتراض من البنك لكي يقوم بالصرف علينا، وأثناء الحوار كنت أقوم بالرد عليها بعصبية زائدة وكلام غير مقبول، وأقول لها: يعني لازم كنتم تنجبون كل هذا العدد (9 أبناء)، بالإضافة للوالد والوالدة؟! وأقول لها: من أين يأتي الوالد بالأموال لكي يقوم بالصرف علينا لولا أن يقوم بالتصرف ببيع هذه الأشياء أو الاقتراض من البنك ومن بعض الجيران والأقارب في ظل هذه الظروف المادية الصعبة التي نمر بها؟!
وتطور الحوار إلى أن الوالدة قامت برفع يديها، وتشتكي إلى الله مني، وقالت في شكواها: (رح يا ولدي ربنا يحرمك من الذرية -عدم الإنجاب- وما تراهم أبداً!) لأني أغضبتها في هذه المناقشة الحادة، وهذه الدعوة كانت صريحة وجادة عند خروجها.
في تلك الفترة كنت غير متزوج، ومنذ حوالي سنتين و(4) شهور تم الزواج ببلدي أثناء فترة الإجازة؛ لأنني حالياً مقيم بالكويت، وبعد الزواج حملت الزوجة بجنين لكنه لم يكن لنا نصيب فيه لحدوث نزيف وإنزال -سقوط- للجنين بسبب النزيف، وحدث ذلك الإسقاط أثناء وجودي بالكويت بعد العودة من الإجازة.
وبعد مرور عام بالكويت أخذت إجازتي السنوية (100) يوم، ورجعت لبلدي، وبعد مضي (60) يوماً من الإجازة لم تظهر علامات للحمل في تلك المدة؛ فقررت عرض الزوجة على طبيبة نساء وتوليد، وبالمراجعة عند الطبيبة خلال باقي الإجازة وبعد عمل الفحوصات اللازمة وأخذ الأدوية للزوجة، وكانت الطبيبة تقول لنا: لا يوجد أي شيء يمنع الحمل سوى بعض الدهون وزيادة الوزن عند الزوجة بعد الزواج.
كانت الإجازة على وشك الانتهاء، ولعدم معرفة وجود حمل أم لا كانت الوالدة تدعو لنا بالذرية والتوفيق من الله بحدوث حمل، وأثناء جلوسي مع الوالدة في إحدى الجلسات ذكرتها بدعوتها وشكواها إلى الله عما بدر مني سابقاً منذ العشر سنوات، فقالت لي: يا ولدي! لست متذكرة هذا الموقف السابق، وإنها سامحتني حالياً، ودائماً تدعو لي ليل نهار دعوات صريحة ونابعة من القلب بالذرية والإنجاب والتوفيق من الله.
وبعد انتهاء الإجازة وعودتي للكويت لم يحدث الحمل خلال الإجازة، أين تقع مشكلتي؟ ربطت الأحداث خلال العشر السنوات الماضية وبين ما حدث لي بعد الزواج بعدم الإنجاب، ومشكلتي هي: هل دعوة الوالدة علي نفذت من عند الله؟ أم وجود موانع طبية تمنع حدوث الحمل؟ مع الأخذ في الاعتبار وجود حمل سابق لم يكتمل، ومراجعة طبيبة النساء والتوليد، أم سبب نفسي لدي أنا فقط؟
مع العلم أيضاً بعدم مصارحتي للزوجة بالدعوة والشكوى التي قامت الوالدة بها منذ العشر السنوات حتى لا يؤثر ذلك على العلاقة بين الوالدة والزوجة، وكذلك من الناحية النفسية للزوجة، والآن أنا في حيرة، مرة أقول: أحضر زوجتي للعيش معي في غربتي وبعيداً عن الضغوط النفسية والعادات والتقاليد، والأسئلة المتكررة عن حدوث الحمل في حالة نزولي إجازة أخرى.
ومرة أقول: أنزل هذه الإجازة القادمة، ونجرب حظنا مرة أخرى بعمل اللازم من الناحية الطبية، وإن لم يحدث حمل فسنحضر الزوجة معي، مع العلم بعدم توافر الإمكانيات المادية لي بالبلد الذي أقيم به.
وحيرتي تكمن في ذهني وعقلي، وعند البحث لحلول لمشكلتي أو اختيار حلول أخرى بمراجعة أطباء النساء والتوليد، وما بين نزولي إجازة وإحضار الزوجة معي بالبلد المقيم به، يظهر في عقلي وذهني دعوة الأم وشكواها علي منذ العشر السنوات، وأقول في نفسي: دعوة وتمكنت، بمعنى: إرادة الله نفذت منذ العشر السنوات بدعوة الأم وشكواها، أريد استشارتكم من جميع النواحي:
1- الدينية: على دعوة وشكوى الوالدة علي وآثارها وحقيقتها.
2- الطبية: هل بمراجعة الزوج والزوجة للأطباء المتخصصين؟
3- النفسية: من جهتي دائماً أتذكر دعوة وشكوى الوالدة علي عند البحث عن حلول لتلك المشكلة، والتوقف عن البحث لاقتناعي بقبول دعاء الوالدة علي ونفاذ أمر الله.