الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد التوقف عن علاقتي بفتاة وأخشى أن يؤثر ذلك عليها!

السؤال

السلام عليكم

عمري 20 سنة، تعرفت على فتاة قبل عامين، وكانت معجبة بي، وفي ذلك الوقت كانت حياتي مليئة بالمشاكل، ولم أميز الصواب من الخطأ، وقد صدقتها وسايرتها، وفكرت ربما أحبها مع الوقت، لكني أدركت أني على خطأ وأني قد ارتكبت ذنباً.

أرغب أن أترك الفتاة، فأنا لا أحمل لها أية مشاعر، وهي تخطط لمستقبلها معي، فقررت قطع العلاقة في أسرع وقت، لكنها حالياً في فترة اختبارات وأخشى أن يؤثر ذلك عليها، وأكون السبب في تدني مستواها الدراسي.

لمحت لها أني سأحدثها في موضوع بعد الاختبارات، وقد لا يكون الأمر ساراً لها، علماً أني قلق أن آثم إن تسببت في تعاستها، فهل آثم على ذلك؟ وكيف أتوقف عن العلاقة دون أن أؤذيها أو أؤذي مشاعرها؟ أريد التخلص من تأنيب الضمير، ولا أريد الاستمرار في العصيان.

أسألكم لما وجدت من فتاوى جيدة وإجابات صحيحة ارتاحت لها نفسي، فماذا ترون لي؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونهنئك على يقظة الضمير، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولك ولها الأحوال، وأن يتوب علينا جميعًا، وأن يُحقق في طاعته الآمال.

أرجو أن تُوقن بأن الخير لك ولها في طاعة الله، وأول وأهم خطوات الطاعات تكون بالتوبة لرب الأرض والسماوات، ونبشرك بأن التوبة تَجُبُّ ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

رغم قناعتنا لصعوبة قرار التوقف إلَّا أن الأصعب والأخطر والكارثة إنما هي في التمادي في العصيان، فانصح لنفسك ولها، وعجّل بالتوقف التام عن التواصل معها أو مع أي فتاة أخرى، وأعتقد أن اتخاذ التوبة ينبغي أن يكون عاجلاً، ولا مانع من إعلان توبتك بعد انتهائها من الامتحان، ولكن لأن باب التوبة يُغلق إذا طلعت الشمس من مغربها ويغلق إذا وصل الإنسان على مرحلة السكرات، فلا تؤخر التوبة لحظة واحدة، فإنك لا تدري إذا جَنَّ ليل هل تعيش إلى الفجر، أم تنخرم بك لحظات العمر؟

لا يخفى على أمثالك أن العلاقة المذكورة لا تجوز، إذ لا بد لأي علاقة بين شاب وفتاة من غطاء شرعي يبرر العلاقة، ويكون ذلك بالمجيء للبيوت من أبوابها، ومقابلة أهلها ومحارمها، والمجيء بأهلك، فإذا حصل الوفاق والاتفاق كان من حقكما التواصل تحت سمع وبصر أهلها، وبعدها ننصح بالتعجيل بعمل العقد الشرعي وإعمال المراسيم.

عليه أرجو أن تقوم بما يلي:
1) اللجوء إلى الله وسؤاله الحفظ والتوقف.
2) التوبة النصوح بشرائطها (الإخلاص، الصدق، التوقف، العزم على عدم العود، الندم، ورد الحقوق إن كانت هناك حقوق).
3) التخلص من الأرقام والإيميلات وكل شيء يُذكّرك بأيام التجاوزات والمخالفات.
4) اعلم أن الشيطان لن يتركك، فتعوذ بالله من شره ووساوسه ولا تضعف أمام شِراكه، وتذكّر أن المطلوب شرعًا هو التوقف مهما كانت النتائج.
5) الاستفادة من الدرس، وتجنّب التهاون في العلاقات لما لها من آثار خطيرة على مستقبلك الأسري.
6) مراقبة الله في السر والعلن.
7) لا تعمل مع بنات الناس ما لا ترضاه لأخواتك وعمّاتك وخالاتك.
8) الاستمرار في التواصل مع موقعك.
9) الصبر عن المعصية والاستعانة بالله.

نسأل الله أن يوفقك ويسددك، وأن يتوب علينا جميعًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً