السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:
سبق لي أن استشرتكم أكثر من مرة على هذا الموقع الفاضل، وكان ردكم وافيا كافيا، جزاكم الله عنا خير الجزاء.
لكن هذه المرة مختلفة عن سابقاتها، نعم مختلفة لكونها في موضوع خطير، هو من الأهمية بمكان بالنسبة لي، والله وحده يعلم مدى حقيقة ذلك.
أصبحت أعيش في متاهة لا أعلم من أين المخرج! ضاقت عليّ الأرض بما رحبت، لم أعد قادرا حتى على التفكير في كيفية الخلاص، هو خلاص من عذاب طالني كثيرا منذ حوالي السنة والنصف، وأصارحكم القول أني -والله- لا أعلم ما سبب ذلك وكيف وصلت الى هذه الحال!
أصبحت مهموما طول الوقت، شارد الذهن في كثير من الأحيان، في وضع لا يطاق، ولا أحس بطعم الحياة التي كنت في وقت من الأوقات بانيا فيها أحلاما وآمالا وددت الوصول اليها ذات يوم، والتي تحولت الآن أشياء يستحيل الوصول إليها -في قرارات نفسي أفكر كذلك-.
شاب في الثامنة والعشرين من العمر، بشهادة جامعية (بدون عمل)، بالرغم من أن زملائي الذين كانوا معي صاروا كلهم بوظائف!
ومشكلتي العويصة أني لم أبحث، بل ومجرد التفكير في تقديم أسباب طلب الرزق لم أقدر ولا أطيق ذلك، ولا أعلم السبب! أهو خلل في النفسية أم أمر روحي؟! علما أني قمت بالرقية الشرعية في وقت ما ولا جديد؛ لأنه وعلى حد قول الشيخ ليس بي شيء.
ووضعي هذا تأزم أكثر فأكثر عند إنهائي لفترة الخدمة العسكرية، حيث كنت أنوي عند إتمامها أن أتقدم لخطبة فتاة كنت قد أخبرتها بنيتي هذه على أن تنتظرني ريثما أكمل، ووافقت على ذلك، لكن كل شيء تحطم عندما خرجت ووجدت ظروفا معاكسة تماما لتلك التي رسمتها وتمنيت لو وجدت وكان الطريق مهيأ لفعل ذلك .. للأسف!
لا أخفيكم أنه يحيك في صدري شيء ما يقول إنه البعد عن الله، نعم البعد عن طريق الله هو سبب كل هذا الذي أنا فيه. فرطت في جنب الله كثيرا وأسرفت على نفسي؛ ربما هو هذا.
والله لم ألجأ إليكم بعد الله إلّا لحاجتي الماسة لنصحكم وتوجيهكم، عساه -جلّ وعلا- أن يجعلكم مفتاحا تفتح به الأبواب الموصدة، وأن يجعلكم سببا في التنفيس عني ولو بالقليل.
أود أن أشكركم الشكر الجزيل، وأدعو الله أن يبارك في علمكم وأن ينفع بكم.
آسف على الإطالة، وأرجو أن تكثروا من الدعاء لي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.