السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
وجزاك الله عنا كل خير يا دكتور عبد العليم والقائمين على هذا الموقع الرائع.
أنا شاب في ال23 من عمري، وأنا الآن في بلد أجنبي من مدة ثلاثة أشهر تقريباً، وإلى الآن أجد صعوبة كبيرة جداً في التعامل مع أبناء هذا البلد بل حتى مع العرب والمسلمين أمثالي المقيمين هنا، وأتجنب الاحتكاك مع الناس هنا، وأعاني من احمرار شديد للوجه إذا تكلمت مع أحد، بالإضافة إلى أن عيني تدمعان.
كثيراً ما أخاف من لوم الآخرين لي أو أن يفهموني بشكل خاطئ حتى إني ـ وأرجو المعذرة ـ أخاف وأنا أكتب هذه الاستشارة من أن تلوموني للإطالة، ودائماً أقول في نفسي: يا ليتني فعلت كذا ولم أفعل كذا! حتى إني أحياناً أسب نفسي.
وحتى الآن وأنا أكتب أخشى أن يعلم أحد من الذين بجانبي ما أكتب مع أني متأكد بأنهم لا يفهمون العربية، حتى إني لا أتكلم مع أحد من أصدقائي بالهاتف أمام أهلي، مع أنه لا شيء سري أو خاص في كلامي.
كثيراً ما أكون في البيت نكدياً وعصبياً وضجراً، وأي شيء حتى لو كان تافهاً يمكن أن يثيرني، وحتى أهلي كثيراً ما يتفادون مناقشتي، ويرافق هذه الحالة صداع، وأحياناً ألم في المعدة، اعذروني للإطالة ولكن أملي بحسن نصيحتكم كبير.
وكذلك عندي مشكلة أخرى: بدأت أشعر مؤخراً بأني أنسان أناني وغير مبالٍ بشيء، ولا يمكن الاعتماد علي بشيء أبداً؛ وذلك من كثرة ما أجد صعوبة في إجابة أقاربي الذين سافرت إليهم وأعيش معهم الآن، والذين يسألونني عن كل شيء يتعلق بأسرتي وأقاربي وحتى عن الجيران والأصدقاء: ماذا حصل مع فلان؟ ومن تزوجت فلانة؟ وماذا وماذا؟؟ وفوجئت بأني لم أكن ألق بالاً لما يفعله الناس من حولي ـ طبعاً ليس كل الناس بل الأقارب والجيران وغيرهم ـ وماذا قالوا وغيره، فهل هذا فعلاً سببه الأنانية أو عدم المبالاة أم ماذا؟
صدقوني هذا الموضوع بدأ يشعرني بالحرج من أقاربي هنا، وأحياناً أجد نفسي مضطراً لأن أكذب، وكثيراً ما أتذرع بقولي: من راقب الناس مات هماً، وأقول: دع الخلق لخالقهم، فما الصواب؟
أفيدوني، جزاكم الله كل خير، والسلام عليكم.