السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على مجهوداتكم، معاناتي بدأت منذ مدة، فأنا كنت أعاني من حالات الهلع والوساوس في الدين وفي نفسي، فقبل 4 سنوات طرأ علي سؤال: من أنا؟ كأن شخصا آخر يسألني، وأنا صدمت من هذا السؤال، وعانيت كثيرا حتى استعدت تفكيري، ولكن مع ذلك كنت لا أستطيع النظر في المرآة كثيرا، ولكن قبل 7 أشهر بعد ضغوطات وصدمات عاد إلي نفس السؤال، ودائما أحس أنني لست أنا، وبدأ يأتيني كأن شخصا يتحدث معي عن ما يجب أن أفعله، وكنت أعتقد أنه صوتي الداخلي حتى أنني كنت متأكدة من أن هذا الصوت حقيقي، فقد كان يأتيني مرات على أنه صوت شخص أعرفه وبعيد عني، وأتحادث معه، وكنت في أفضل حالاتي، كنت أعتقد أنني وجدت نفسي، وكنت أتقرب من الله أكثر، ولكن كنت أقوم بأخطاء.
ولكن قبل 4 أشهر أحسست أنني انفصلت كليا عن نفسي، لم أعد أحس بأي شعور، كأنني جسد بلا روح، ولم أعد أستطيع القيام بأي عمل كنت أحب القيام به سابقا وعقلي كأنه فارغ، وحقيقة هو فارغ لم أعد أستطيع التفكير أبدا، كل مرة أحس أن شيئا يذهب مني وقلبي كذلك فارغ.
أعيش في عذاب، وكلما أسمع آيات عن العذاب أحس في نفسي أنها تكلمني، لم أعد أستطيع التفكير المنطقي، ولم أعد أنتبه كما كنت، ذهبت عند طبيب نفسي، ولكن لم أستفد شيئا، أحس أنني لا أستحق شيئا وأنني منبوذة، رغم أن عائلتي تحبني كثيرا وصبروا معي، ولكن هذا ما يحزنني لأنني لم أستطع أن أخرج من هذه الحالة التي لا أعرف ما هي، ولم أعد أحب نفسي، لم أعد أعتني بنفسي؛ لأنني حقا لا أستطيع، ولم أعد أعرف أبسط الأشياء أو أتخذ قراراتي بنفسي؛ لأنني لا أستطيع التفكير ولا الإحساس.
أنا أحاول أن أمارس تمارين الاسترخاء لكن عندما أكمل أحس برعشة في كامل جسدي، أما صلاتي وأذكاري فحقيقة لم أعد أحس بذلك أيضا، كنت في السابق أحفظ بسرعة، أما الآن فلم أعد أستطيع الحفظ ولا التركيز ولا فهم ما أحفظه. آسفة على تداخل هذه الأفكار، وهل استطعت أن أوصل ما أعانيه؟ وأحس في داخل نفسي أنني شريرة وأنانية، لم أعد أحس بأي إحساس جميل، فهل أنا مريضة نفسيا؟
شكرا جزيلا لكم، وآسفة على الإطالة، أرجو من الله أن أجد الإجابة عندكم؛ لأنني تائهة.
جزاكم الله خيرا.