الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية تدريب النفس وتطوير المهارات الذاتية للتمكن من التخاطب مع الآخرين.

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..

بالبداية الشكر لكم، وربما هذا المنفذ الوحيد الذي أتكلم من عبره لكم بكل صراحة.

فأنا منذ الصغر لا أحب الاجتماع مع الناس أو التواجد معهم، فكنت أحب أن أكون منطوياً لوحدي، ولا أحب مشاركتهم بالحديث خوفاً من أمور كثيرة، وهي التوقع من أي شخص بالاستهزاء على ما أقول أو بالضحك علي .

فأنا مشكلتي أني عاطفي جداً، وأغلب الأوقات أقوم بالتفكير من قلبي وليس من عقلي، وإذا رأيت مشهداً مؤلماً أجلس أياماً أفكر به، أو إذا سمعت كلمة من أي شخص تؤلمني أبقى فترة طويلة أفكر بها، فأنا أصبحت أخاف أن أحضر أي اجتماع مع رؤساء الأقسام، وإذا صادفت الأيام وحضرت اجتماعاً أو وضعت في موقف محرج لا أعرف كيف أتصرف، فيضيق صدري، ويصبح وجهي محمراً، ولا أعرف ماذا أقول.

حتى أتذكر عندما كنت في المدرسة كانت مشاركاتي في الحصة ضعيفة مع أني كنت أعرف الإجابات، فكنت أقول في نفسي ربما هذه الظواهر تذهب مع الأيام؛ لكنها للأسف أصبحت تلازمني طوال أيام حياتي، فأصبحت لا أتكلم كثيراً، ولا أجد أي موضوع أتكلم به حتى مع أقرب الناس إلى نفسي وهي زوجتي، وإذا تكلمت في موضوع ينتهي بكلمة أو القليل من الكلام. فلا أحب الضحك، ولا أحب أن أضحك حتى لو رأيت موقفاً مضحكاً.

فكنت متردداً في مراجعة طبيب نفسي، ولكني كنت أقنع نفسي بأني أثق بنفسي جيداً، ولكن تبين أني ما زلت على هذه الحالة وليس إلى الأفضل، فأنا غير مرتاح وحتى لا يوجد لي أصدقاء غير واحد -ربما- أو اثنين. أتيحت لي فرص عديدة بالحياة ولم أستغلها بالشكل المطلوب لعدم جرأتي.

فماذا أفعل هل يوجد لي دواء أو ماذا أفعل حتى أكون كباقي أمة البشر أرشدوني لكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

جزاك الله خيراً على سؤالك، هذه الحالة التي تعاني منها تتعلق بنمط شخصيتك، وهي لا تعتبر مرضاً نفسياً حقيقياً، والأمر الضروري في علاج مثل هذه الحالات هو تطور المهارات الاجتماعية، وهذا من الممكن جداً، ولكن يتطلب المثابرة والصبر والتدريب الاجتماعي المتواصل.

ويتلخص البرنامج التدريبي في:
أولاً: أن تهيئ نفسك من الناحية العقلية والذهنية والجسدية أيضاً حين تخاطب الناس، فعليك على سبيل المثال أن تنظر للشخص الذي تخاطبه في وجهه ولا تتجنب النظر إليه.

ثانياً: يجب أن لا تستعمل يديك في التخاطب مع الناس.

ثالثاً: أرجو أن تقوم بعمل بعض المواجهات النفسية في الخيال، بمعنى أنك تكون جالساً لوحدك وتتخيل لمدة لا تقل عن نصف ساعة أنك تلقي محاضرة في جمع كبير من الناس أو طلب منك أن تأم الجماعة في غياب الإمام المعتاد، فمثل هذه التمارين النفسية البسيطة وجد أن لها حتمية علمية كبيرة في بناء المهارات الاجتماعية وتجنب الخجل والانزواء الاجتماعي.

رابعاً: أرجو أن تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية مثل كرة القدم - مثلاً – حيث يحدث فيها نوع من الاحتكاك والتخاطب الشعوري واللاشعوري.

خامساً: الانضمام للجمعيات والأعمال الخيرية والتطوعية، وحضور حلقات التلاوة ومدارسة القرآن الكريم.

سادساً: أود أن أنصحك أيضاً بتناول بعض الأدوية النفسية الفعالة والسليمة، ومنها العقار المعروف باسم (زيروكسات) ويمكن أن تبدأ بنصف حبة (10ملم) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة (20ملم)، لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة لمدة شهرين. علماً بأن هذا الدواء هو أصلاً لعلاج الاكتئاب النفسي، ولكنه وجد أيضاً أنه ذو فعالية بالغة في علاج الرهاب الاجتماعي.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً