السؤال
السلام عليكم مشايخنا الكرام.
أريد أن أكرس حياتي لخدمة الدين، المشكلة أنني أجد نفسي تحدثني بطلب الدنيا من مال وجاه، خصوصاً وأنا طالب متميّز في دراستي ولديّ امكانيات، فوضعت لنفسي أن أطلب المال والجاه من الحلال، ولا أطلبهما من العبادات، بمعنى أن آخذ من الدنيا ما يجعل فكري يصفو، ويجعل همتي تتوجه إلى الله عز وجلّ، فأنا أريد أن أطلب من الدنيا ما يقطع أملي فيها، وأنا أخاف من هذا الأمر، وأخاف من أن أكون غير مخلص، وأن يكون هذا مجرد مبرر وضعته لنفسي كي أطلب متاع الدنيا، فهل أعتبر آثماً إذا أخذت من الدنيا ما أتحصل به إلى مكانة وجاه في أعين الناس كي أثبت أني شخص ناجح، وأحقق ذاتي؟ ثم بعد ذلك أنا متأكد أنني سأزهد في الدنيا، ولن تزن في قلبي جناح بعوضة.
للعلم فأنا طالب متميّز في دراستي، والأول على مدرستي التي تعد من أفضل مدارس البلاد، وتشتهر بالامتحانات الصعبة، والحمد لله كنت متفوقاً ومشهودا لي من جميع الأساتذة، إلا أنه مؤخراً كان هناك امتحان مهم، وهو الذي يحدد أي الجامعات سأدخلها، وكنت جاهزاً، وأخذت بالأسباب، وكنت أتوكل وأدعو الله، وأحسن الظن بالله أني سوف أحرز معدلاً عالياً، وكنت مؤمنا ومتيقناً لأقصى درجة من ذلك، ثم صُدمت بنتيجة أقل بكثير مما كنت أتوقع، هذا الأمر كان غير منطقي نهائياً، وكل من كانوا يعرفونني كانوا يقولون: ظلموك في التصحيح وما شابه، وهذا الأمر أصابني بكثير من الألم؛ لأني خيبت ظن والديّ، وأصبح أساتذتي وزملائي يزدرونني وينتقصون مكانتي، وقد أصابني الكثير من أذى الشامتين والحسّاد، فأصبحت أخاف من القدر وأنه يمكن أن أجتهد ولا أحصل على أي شيء، فما الحل؟