السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمر ابنتي سبع سنوات، وهي تتعلم القرآن الكريم، فتحفظ صفحتين في اليوم الواحد -الحمد لله- لا تواجه أي مشكلة في ذلك، ولا تحتاج إلى وقت كثير للحفظ، مشكلتها بأنها تنسى ما حفظت بالسابق بسرعة قياسية، فما المشكلة، وما الحل؟

وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، ونحمد الله تعالى لك على نعمة هذه البنت الصالحة المصلحة -بإذن الله- وجميل ما ذكرت لنا من أنها تحفظ الصفحتين في اليوم الواحد، وهي ابنة سبع سنوات، وما هذا إلا دليل حسن رعاية وتربية والديها.

نعم من طبيعة الإنسان النسيان، ويقال أنه لهذا سميّ إنسانا، والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يلفت نظرنا لهذا الأمر، فينصحنا ويوجهنا قائلا في الحديث الذي رواه الشيخان: (تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتا من الأبل في عقلها)، فلابد من الحفظ والتكرار، والمواظبة على هذا التكرار حتى يرسخ -بعون الله-.

والملاحظة الأخرى، أن ما اعتقدنا أنه نُسيّ، إنما هو في الواقع لم يذهب كله، وإنما هو مخزّن في دماغ من حفظ، إلا أن المشكلة هي في تنمية القدرة على استرجاع ما حفظ، فالحفظ والذاكرة تمرّ عادة في ثلاث مراحل:

الأولى: نسميها الترميز، أي القدرة على الفهم، وتحويل النص لشكل قابل للحفظ.

والمرحلة الثانية: هي التخزين، أي جعله يأخذ مكانا ما في دماغ الحافظ.

والثالثة: هي الاسترجاع، أي القدرة على استرجاع واستعادة وتذكر ما قد حفظ، ولهذا أقول لا تخشى، فمع كل حفظ جديد يقوم به الإنسان فإن الخلايا العصبية تنشأ لها امتدادات عصبية في الدماغ، وسبحان من خلق فقدّر.

وفقكم الله، وحفظ طفلتكم من أي سوء، ونفع الله بكم وبها.