الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف من الأمراض والبدانة وأظل أفكر في ذلك

السؤال

دائماً أخاف من شيء معين طول اليوم، مثل أن أمرض مرضاً أو أن أصبح سمينة أو أن أفعل شيئاً وأفكر بهذا طول اليوم!

أريد أن أعرف ما سبب هذا؟ وما هو علاجه بالقرآن الكريم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاجر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

هذه الحالة موجودة لدى بعض الناس وتُسمَّى بالمخاوف الوسواسية، يعني هنالك خوف مع وجود فكرة سخيفة تفرض نفسها على الإنسان، وهذا ليس دليلاً على وجود مرض نفسي رئيسي أو مرض عقلي أو مرض اكتئابي، هو مجرد وسوسة، تحدث لبعض الناس، وتكون مرتبطة بالقلق النفسي.

أفضل علاج هو التجاهل، يعني: أن تُحقّري هذه الأفكار ولا تخوضي فيها أبدًا، وتمنعي الفكرة منذ بدايتها، وتصرفي انتباهك عنها، بأن – مثلاً – تأخذي نفسًا عميقًا مع بداية الفكرة، تُغيري مكانك، تتفلي على شقك الأيسر، وشيء من هذا القبيل، هذه تمارين لصرف الانتباه.

لا تتركي مجالاً للفراغ، حاولي أن تُديري وقتك بصورة جيدة، وتستفيدي منه استفادة كاملة.

ممارسة تمارين تُسمَّى بتمارين الاسترخاء تفيد أيضًا في علاج هذه الحالة، فيمكنك أن تتطلعي على أحد البرامج الخاصة بكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء على اليوتيوب، وإن شاء الله تعالى ستجدينها مفيدة جدًّا.

العلاج بالقرآن: القرآن كلُّه علاج – أيتها الفاضلة الكريمة – الرقية الشرعية مطلوبة في حالتك، فيمكنك أن ترقي نفسك، المحافظة على الصلاة في وقتها، الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ، وغيرها من الأذكار الموظفة في اليوم والليلة – وأن يكون لديك ورد قرآني يومي، هذا يكفي تمامًا –أيتها الفاضلة الكريمة– اجعلي هذا منهج حياتك، وإن شاء الله تعالى ستكونين مطمئنة.

الإنسان أيضًا لا بد أن يأخذ بالأسباب، لأنه (ما جعل الله من داء إلَّا جعل له دواء)، وأُمر الإنسان بالتداوي فقال -صلى الله عليه وسلم-: (فتداووا عباد الله)، لذا الناس يذهبون إلى الأطباء، وعلى ضوء ذلك أنا شرحت لك الحالة، وقد قمت بإعطائك بعض التوجيهات السلوكية الرئيسية، وأودُّ أن أضيف أيضًا أن تناول علاج دوائي سيفيدك في علاج هذه الوسوسة، وسيقضي عليها.

أنت لم تذكري عمرك، لكن إن كان عمرك أكثر من عشرين عامًا يمكنك أن تتناولي دواء يُسمَّى علميًا (سيرترالين) ويسمَّى تجاريًا (زولفت) أو (لوسترال) وربما تجدينه تحت مسميات تجارية أخرى، هذا دواء ممتاز جدًّا لإزالة القلق والخوف والوسوسة وتحسين المزاج.

الجرعة المطلوبة في مثل حالتك جرعة صغيرة جدًّا، وهي: أن تبدئي بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا– تتناولينها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميًا – أي خمسين مليجرامًا – لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعليها نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا دواء سليم، غير إدماني، وغير تعودي، ولا يؤثّر على الهرمونات النسائية، والجرعة الكلية هي أربع حبات في اليوم، لكنك لست بحاجة لهذه الجرعة أبدًا، حبة واحدة تكفي، وكما ذكرتُ لك إذا كان عمرك أقل من عشرين عامًا لا تتناولي أي دواء إلَّا بعد الذهاب إلى الطبيب النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً