الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدان لذة الإنجاز

السؤال

أنا شاب أعزب، وبعمر 34 عاماً، تخرجت من الجامعة قبل 7 سنوات.

كنت مهتماً بالتحقيق والبحوث بدرجة كبيرة جداً، مهتماً في البحث والتحقيق، وأجد متعة كبيرة عندما أحصل على تحقيق المسألة التي أبحث فيها، كما أني مولع إلى درجة الجنون بالأفلام الوثائقية الطبيعية، وخاصة تلك التي ترتبط بالبقاء مثل (أساليب البقاء) الذي كان يعرض على ناشونال جيوجرفك، و(من أجل البقاء)، (شركاء البقاء)، (أد استافورد في البرية) والتي كانت تعرض على كويست عربية، وكذلك الأفلام الوثائقية التي تبث على الجزيرة الوثائقية والتي تعنى بالطبيعة والبرية.

لكن منذ سنتين تقريبا؛ فقدت هذه المتعة أو يكاد، بل فقدت المتعة في الحياة، وأصبحت عندي الحياة والموت طبيعي جدا جدا كلاهما، كما أصبحت عديم المبالاة تقريبا، وإذا قمت ببحث أو تحقيق أقوم به مع عدم الرغبة، وإذا تابعت الوثائقيات المفضلة لدي لا أستمتع بها كالسابق.

حاولت أهيء نفس الأجواء السابقة من ناحية البحث والتحقيق، وأن أتابع نفس البرامج الوثائقية عبر النت؛ لكن دون جدوى، وكأني شعلة انطفأت فجأة.

أبرز حدث حدث لي قبل عامين؛ أني أقدمت على خطبة فتاة ثم استعجلني أهلها بدفع المهر ولم أستطع، فاضطررت لفسخ الخطبة، لكن لا أعتقد -البتة- أن ذلك هو سبب ما أنا فيه، ففسخ الخطوبة لم يؤثر علي؛ أي أني لست حزينا أو غاضبا من فسخ الخطوبة نهائيا، فأنا راض كل الرضى.

كما أجد نفسي كما أنا قبل سنتين؛ دينيا وماديا، وعلاقاتي هي هي، فما الذي أصابني إذن؟!

هل تقدم الإنسان في العمر يؤثر على رغباته وحالته النفسية من ناحية حبه للأشياء واهتمامه بها، والعكس؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: مما لا شك أن اهتمامات الشخص وتوجهاته تختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى، كما أن الشخص وهو يؤدي عملاً روتينياً وبشكل يومي، فهو لا يشعر بمدى الرتابة والآلية اليومية التي يعيشها، ولكن في مرحلة من مراحل حياته يفقد الشغف في هذه المهنة أو هذا الشيء، ويرى أنه يكرر نفسه دون أي تجديد خصوصاً إذا لم يكن هناك أي ابداعات جديدة أو تغييرات في طبيعة عمله، ويصبح يؤدي عمله لهدف مادي بحت.

أنصحك -أخي العزيز- بالبحث عن توجهات جديدة غير التي اعتدت عليها، بخلاف ذلك سوف تشعر أن لديك فراغا كبيرا في حياتك لا تستطيع أن تملأه بأنشطة مفيدة.

إضافة إلى أن الحياة فيها تحديات كثيرة تستحق منا أن نجربها مع الأخذ بالاعتبار ما نمتلكه من قدرات وإمكانات، وهذا سوف يحدث فينا تغييرا كبيرا، يجعلنا نقبل مرة ثانية وثالثة على عمل وتجربة ومغامرة جديدة بحب وبشغف كبيرين، فالإنسان قادر على التكيف إذا امتلك الأدوات الملائمة لذلك.

لا بأس أن تعمل على إعادة تنظيم "أوراقك" في الحياة، وذلك يكون بإجراء تغييرات في الأماكن والأشخاص والقراءات والعادات اليومية والشهرية وطرق التفكير، وهذا كله يكون بإعادة "ترتيب" أولوياتك من المهمة إلى الأقل أهمية.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان تسنيم

    جزاكم الله كل الخير ووفقكم وسدد خطاكم والله اني استفيد كثيرا من هذه الاستشارات والحمد لله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً