السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في السادسة والعشرين من عمري، نشأت في بيئة نُصيرية، ثم منَّ الله عليّ بالهداية إلى الإسلام في سن الثامنة عشرة، فبدأت مرحلة جديدة من حياتي في طلب العلم، والعبادة، والدعوة إلى الله -بفضل الله وتوفيقه-.
لكني عانيت بعد إسلامي من وسواس قهري شديد، أثّر على عبادتي واستقراري النفسي، وكنت في تلك المرحلة وحيدًا، لا أجد من أستأنس به من أهل الصلاح، ثم وقعت في فتور شديد، حتى تركت الصلاة لفترة، وأعترف أنني أخطأت حين كتمت هذا الأمر، ولم أطلب المساعدة من إخواني، فازداد الصراع في داخلي، وتدرجت في التهاون بسائر العبادات.
ثم تراكمت عليّ الابتلاءات: بدأت بمرض عضوي، ثم رسوب جامعي متكرر، ثم إدمان حاد على الإباحية -نسأل الله العافية-، فازددت بُعدًا عن الله، وضيقًا في النفس لا يعلمه إلا هو سبحانه.
مؤخرًا: عاد إليّ شيء من الاستقرار -بفضل الله-، إذ جمعني الله بإخوة صالحين من المهتدين الجدد، نخطط لمشروع دعوي، يخدم البيئة التي نشأنا فيها، وبدأت أستعيد صلاتي وعبادتي، غير أن أمرًا يؤرقني ويكاد يُعطّل مسيرتي.
مشكلتي أنني أبكي دمًا على ما فات، هذا ليس مجرد شعور عابر، بل حقيقة مؤلمة؛ إذ أعلم أنني ضيّعت من عمري ما لا يُعوَّض، كانت لدي فرص عظيمة للتميّز في العلم الشرعي، ومقارنة الأديان، وحتى في المجال الأكاديمي والرياضي، لكني خسرت كل ذلك، وخسارتي كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهذه القناعة تؤرقني.
كذلك: أشعر بانكسار داخلي شديد، وأتجنّب لقاء الإخوة وجهًا لوجه، بسبب التغير الكبير في مظهري وملامحي؛ نتيجة المرض والعزلة الطويلة، وقد سبق أن راسلتكم بشأن هذا الأمر.
سؤالي: كيف يمكن لإنسان خسر هذا القدر من عمره وإمكاناته أن يبدأ من جديد؟ وهل يمكن تعويض ما فات؟ وكيف أخرج من هذا الشعور الثقيل؟