الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف التركيز والتحول المفاجئ عن موضوع البحث

السؤال

السلام عليكم.

بداية: أشكركم على هذه الخدمة المتميزة، وأتمنى لو يجيب على هذه الاستشارة الدكتور محمد عبد العليم أو الشيخ موافي عزب.

أنا شاب ملتزم بحمد الله تعالى وهبني الله مواهب متعددة في الإلقاء والخطابة والبحث العلمي، بالإضافة لتصميم مواقع الإنترنت والتصميم الإعلاني والخط العربي، كما أشارك في إدارة عدد من الأنشطة الخيرية، بالإضافة إلى وظيفتي الرسمية كمدرس، وهذا فضل من الله وحده سبحانه.

مشكلتي بدأت منذ أربعة أشهر تقريباً، حيث بدأت أحس بعدم القدرة على التركيز في أي عمل من كل هذه الأعمال، فأحياناً يكون معي عمل في أحد مواقع الإنترنت فأدخل النت، فلا أشعر إلا بعد ساعة أو ساعتين أني أتجول وأتصفح المواقع والمنتديات (طبعاً لا أحب المواقع الفاسدة خلقيا أو فكريا) فقط أتابع الجديد من الأخبار والجديد في عالم الجرافيكس، ويبقى العمل بدون إنجاز، أو أجلس لأكتب تحضيراً لدرس فأنشغل بقراءة كتاب وتضيع الساعات، وبذلك أؤخر أكثر أعمالي إلى ما قبل وقت استحقاقها بقليل، وقد أنجزها، وقد أعتذر عن إنجازها في اللحظات الأخيرة، وهكذا في كافة أنشطتي التي ذكرتها آنفا، الأمر الذي شكل مصدر ضغط نفسي وتأنيب داخلي شديدين وأخاف على نفسي من صفات المنافقين، قرأت عدداً من الكتب حول عدم تسويف الأعمال ولكن كيف أطبقها؟ لا أدري!

حاولت التركيز على نشاطين فقط والتخفيف من بقية الأنشطة؛ لكن لم أستطع لأن كل الأعمال والهوايات السابقة تمثل جانب هاما من جوانب شخصيتي أحس بالنقص إن فرطت فيه.

أرجو أن أجد لديكم حلاً ناجعا لمشكلتي، أسأل الله أن يبارك جهودكم ويوفقكم لكل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنّه ليسرّنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقتٍ وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يعيد إليك ما فقدته، وأن يخلف عليك بخير مما أخذ منك، وأن يجعلك دائماً من عباده المتميزين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن ما ذكرته عن حالتك حالياً أمر مزعج حقاً، فهو التحول المفاجئ ولابد وأن ورائه أسباباً قوية أدت إلى حدوثه، خاصةً وأن الأمر لا يتعلق بك وحدك، بل إنه يؤثر على خدمتك لدينك، لذا أنصحك أخي أحمد بالآتي:

1- أن تظل تقاوم هذا العارض ولا تستسلم له حتى ولو أديت الأعمال بدون رغبة أو بجودةٍ أقل، المهم ألا تتوقف أو تستسلم.

2- أن تعطي نفسك بعض الرسائل الإيجابية، خاصةً في بداية دخولك في النوم، وذلك بأن تكرر عبارة: (أنا قادرٌ على إنجاز جميع أعمالي بصورةٍ أفضل وأسرع، أنا في غاية النشاط والقوة والحيوية، أنا مؤمنٌ قوي لا أنهزم أمام أي عدو)، ومثل هذه العبارات تكررها عدة مرات في حدود عشر مرات لمدة أسبوع على الأقل، ولعل ذلك يكون معيناً لك على استعادة حيويتك.

3- أن تُكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك الله من هذا العارض.

4- أن تُكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه النية.

5- أن تبحث لك عن أخٍ صالح يرقيك من العين؛ لأن هناك احتمالاً كبيراً أن تكون محسودا،ً وذلك نظراً لتميزك ولشعور من حولك بأنك تملك قدرات ومهارات متعددة، فاستعن بعد الله بمن يرقيك، ولو تعرف شخصاً معيناً تشك في حسده لك، فلا مانع من أن تأخذ منه ماءً من فضل وضوئه أو غسوله أو استحمامه، ويصبه أحد الأشخاص عليك من الخلف وأنت غير منتبه له، فإن لم تعرف من الذي يتوقع منه حسدك فعليك بالرقية الشرعية، قُم بها بنفسك، وكررها، واستعن ببعض الصالحين ليرقيك، ويمكنك تكرار سورة الفلق أربعين مرة وكل مرة تمسح نفسك بيدك، ويكون عندك إناء به ماء تنفث فيه بعد كل مرة تقرأ السورة، ثم تشرب منه على قدر استطاعتك وتصب الباقي على جسدك، واعلم أن كل ذي نعمة محسود، فاحرص مستقبلاً أن لا تظهر كل ما لديك أمام من تعرف ومن لا تعرف؛ لأن العين حق، وأنها لتدخل الرجل القبر والجمل القدر، كما أخبر حبيبك صلى الله عليه وسلم، وعما قريبٍ نسمع عنك أخبارا طيبة بإذن الله.

مع تمنياتنا لك بالشفاء العاجل.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً