الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من التعلق والتفكير المستمر في زميل دراستي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة محترمة، أنهيت التوجيهي وذهبت إلى الجامعة، والتي فيها -للأسف- اختلاط، ولذلك فقد سألني شخص سؤالًا على الخاص، وفي النهاية تبين أنه معي في الفصل الثاني، وبنفس المواد في الفصل الصيفي.

علاقتي به أني تعودت عليه، ولكن لا يوجد حب، وهو شخص محترم جدًا، وليس عنده نية سيئة، وهذا ما يجعلني أتواصل معه، فعليًا لا أتعامل مع شباب آخرين.

القصة هي أنه منذ أول يوم تحدثت معه، ظللت أفكر في موضوع الحلال والحرام، وكان هذا الموضوع مزعجًا للغاية في التفكير، ظللت على هذا الحال حتى انفجرت، وصرت أفكر فيه في كل موقف؛ ليس لأنه هو؛ بل لأنه من كثرة التفكير في الحلال والحرام أصبح هو محور التفكير.

مرة جربت أن أكون طبيعية وعادية، وفعليًا كان الموضوع مريحًا، ولم يؤثر عليّ لا دراسيًا، ولا نفسيًا، ولا بأي شكل، ولكن الموضوع أثر على حياتي حتى في الصلاة؛ لأنني ظللت أفكر، فقررت ترك فكرة الحلال والحرام على جنب، ومحاولة حل مشكلة أن لا يخطر ببالي، وأن أتعامل معه كأنه أي فتاة (يعني لا يخطر على بالي، ولا أتعلق به وهكذا)، لكن كلما أردت أن أفعل ذلك، أعود وأقول حلال وحرام، فما العمل؟

أعلم أنه حرام، والأصل أن أتوقف، ولكن ليس دائمًا أستطيع فعل الشيء مرة واحدة، لذلك برأيي كان حل المشكلة أن أتوقف عن التفكير فيه هكذا، وأتصرف بشكل طبيعي، لا إراديًا أخفف من حديثي معه (لم نتحدث في مواضيع غير مناسبة، كلها مواضيع مواد الجامعة، ومرات مواضيع عامة، ولكن كلها بحدود)، ويصبح الوضع عاديًا، فهل هذا صحيح؟

والله تعبت، صار لي سنة تقريبًا على هذا الحال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وما يتعلق بسُؤالك؛ فأجيبك من خلال الأمور الآتي:

• ابنتي: بشأن محاسبتك لنفسك على الحلال والحرام؛ فإنما يدل على الخير فيك وجذوة الإيمان، ولكن لا يتوقف الأمر هنا، بل لا بد من ثمرة هذه المحاسبة من الوقوف الجاد أمام هذا الأمر وحسمه وقطع هذه العلاقة تماماً، فلا بد من تعظيم حرمات الله وعدم الاستهانة بها.

* واعلمي أن العلاقة مع هذا الشاب- ولو كانت هي علاقة دراسة- إلا أنها علاقة خاطئة وغير صحيحة، ولا تجوز؛ ولذا عليك التوبة والاستغفار، والإقلاع عن هذا الأمر، واحذري أن تتطور العلاقة إلى ما لا يحمد عقباه، ثم يكون الندم في وقت لا ينفع معه ندم.

• عودي إلى نفسكِ، وفكِّري في مستقبلكِ، وحَرِيٌّ بالمسلمة أن تكونَ أكثر حرصًا على نفسها، وأن تُقبِل على شأنها، وألا تتوقفَ عند علاقةٍ عاطفية.

• ابْتَعِدي عن الفراغ والتفكير بهذا الشاب، الذي ينتج عنه التفكير بالحلال والحرام، واسعي حثيثًا لقضاء الوقت بما ينفعك في دنياك وآخرتك، وابتعدي عما يُسخط الله.

• الإكثار من دعاء الله عز وجل، وتعلق القلب به وحده تبارك وتعالى، كفيل مع الوقت أن يخلصك مما أنت فيه.

• أسال الله أن يحفظك، ويصلح لك حالك وبالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً