الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متردد في الإكمال مع مخطوبتي بسبب مخالفاتها الشرعية.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطبت منذ ثلاثة أشهر، ومخطوبتي أرادت في يوم لبس الشبكة أن تظهر رقبتها فرفضت، وطلبت من أهلها فمنعوها أيضًا، فبكت يوم الشبكة.

كانت ترتدي الخمار والآن أصبحت ترتدي طرحة صغيرة فقط، ولاحظت ظهور جزء من رقبتها فحذرتها من ذلك، فبررت الأمر بأنه غير مقصود، وطلبت منها ارتداء الخمار، فقالت دعني على راحتي.

وفي إحدى المرات تحدثت معي عن صديق لها في الجامعة، وحذرتها من عدم وجود صداقة بين الرجال والنساء، مجرد زمالة في إطار العمل أو الدراسة وللضرورة فقط، فتعنتت، وقالت إنني متشدد، أخبرت أهلها، فقالوا إنني على صواب وقاموا بضربها، وهددوها بعدم الذهاب للكلية مرة أخرى.

تعقدت الأمور بيننا، من الناس من يقول لي بأنني المذنب لعدم احتواء الفتاة والاهتمام بها، فالفتاة تريد أن تشعر بالحب، وقد تنصاع لكلام شاب آخر يظهر لها اهتمامه بها.

ودائمًا أقول إن إظهار الحب لها في الخطبة حرام، فهي ليست زوجتي، والآن تصاعد الأمر بيننا وعلى وشك الانتهاء، وأهلها يهددونها بمنعها من إكمال دراستها الجامعية، وأخذ هاتفها لو فسخت الخطبة، فوعدت الفتاة واتفقنا على الاستمرار لمدة شهر لتعود إلى الدراسة، ويكون القرار لها، هل نستمر مع بعضنا أم لا بعد ذلك.

والبعض يطلب مني فسخ الخطبة وعدم الانتظار، ولكني وعدت الفتاة، ووعدتها أن أبين لأسرتها أن السبب مني حتى لا يضربوها، مع العلم أنها تصلي، لكنها لا تعرف الكثير عن الدين، وأنا الآن في حيرة شديدة ولا أعرف ماذا أفعل! هل أكمل معها أم أنهي كل شيء، أم أظل على وعدي معها؟

آسف على الإطالة، ولكني أريد المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بالتواصل مع الموقع قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يُعينك على السعادة والخير والاستقرار.

لا شك أن الفتاة تحتاج إلى نصائح مهمّة جدًّا، وإذا لم ترتدع عن المخالفات المذكورة؛ فنحن لا ننصح بالاستمرار، وفي نفس الوقت لا ننصح بأن يكون الفراق صارخًا؛ حتى لا يترتّب على ذلك لحوق أذىً بها، يعني: كما قلت لها، يمكن أن يكون الرفض منك أنت، وأنت الذي لا تريد، وأنه لا ذنب عليها، وأنها ليست السبب في ذلك، تجتهد في إقناع أهلها، لأنّا لا نريد أيضًا أن تُشدّد عليها في فترة الخطبة، فهي الآن ليست في عصمتك، ولذلك من الفتيات مَن تعتقد أن هذا الأمر فيه تشدُّد؛ لأنك لم تُصبح زوجًا لها.

ولكن ما يحصل منها قطعًا لا يُبشِّرُ بخير، وأنت صاحب القرار، والإنسان إذا أراد أن ينسحب لابد أن يكون الانسحاب وُفق طريقة مُحكمة، تُراعى فيها المشاعر، ويكون بأحسن الحلول، ولا يترتّب عليه إلحاق ضرر وأذىً ببنت الناس؛ فإن الإنسان لا ينبغي أن يفعل مع بنات الناس ما لا يرضاه لأخته، أو لعمَّته، أو لخالته.

ولا تنتظر كلام الناس، فأنت صاحب القرار وهي صاحبة القرار، فتحدث معها بطريقة واضحة جدًّا، فإن أرادتْ أن تكون معك فعليها أن تلتزم بالضوابط الشرعية، وتُوقف العلاقات مع غيرك من الشباب، وتتوقف عن المخالفات، ويبدأ يظهر عليها التحسُّن في دينها، وفي لبسها، وفي مظهرها، وفي كل شأنٍ من شؤونها، فإن وافقت على هذا فبها ونعمت، وإلَّا فأرجو أن تبحث عن مخرج مناسب، يحفظ لها مكانتها، وأيضًا لا يجعل الأهل يُؤذونها ويمنعونها من دراستها، أو يتعرضون لها بالضرب، ونحن لا نُؤيّد ضربهم لها؛ لأنها في سِنٍّ قد يحمل هذا الضرب على مزيد من العناد والتمرُّد، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.

وأرجو أيضًا أن تنظر وتحاول أن تحشد ما فيها من إيجابيات، وإمكانية التحسُّن، هذه الأمور أيضًا ينبغي أن تضعها في البال، لكن في الأخير أنت صاحب القرار، ونحن لا ننصح بالدخول لحياةٍ تبدأ بمشكلات، خاصةً إذا كان فيها مخالفات شرعية وعناد لأمور واضحة في دين الله تبارك وتعالى.

إذًا؛ إذا نجحت في الإصلاح فهذا ما نرجوه، وإن لم تنجح في الإصلاح فأرجو أن يكون الانسحاب بمنتهى الهدوء، وبطريقة لا يلحقها من ورائها الضرر كما أشرت لذلك، ونحن نشكر لك هذه المشاعر النبيلة، ونسأل الله لنا ولك ولها التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً