الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متأكدة أن خاطبي يكلم صديقتي ولكنه ينكر، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

تعرفت قبل ٨ شهور إلى شخص وأعجب بي، ونحن من نفس البلد، لكنه مغترب ويجهز نفسه للزواج، فقال إنه يريد التقدُّم لي، أحببته كثيرًا جدًّا جدًّا، وأنا أنظر إليه على أنه الرجل الذي سيسعدني، ولكن قال: إنه يريد أن يقوم بعمل خطبة، فأرسلت له رقم والدي، فتحدث معه، ولكن لم يقم بعمل خطبة معلنة بعد.

قبل أسبوع طلب مني رقم صديقتي بسبب أن ابن عمه يريد عروسًا، فأعطيته الرقم، واكتشفت أنه هو الذي يتكلم معها، وتأكدت من المكالمات والرسائل أنه هو مَن يتكلم معها، وعندما علمتُ من صديقتي وصديقاتي اكشفتُ حقيقته، وهددته، لكنه لم يعترف ولم يكذب، بل جاء عندي وقال: إن صديقتك مخطئة، وأنه مستحيل أن يفعل هذا الشيء.

أنا لا أعرف ماذا أفعل، وأنا متأكدة أنه نفس الشخص، وصديقتي بريئة، فماذا أفعل؟ هل أنفصل عنه قبل أن تكون بيننا علاقة رسمية، أم أواجه الأمر وأعطيه فرصة ثانية؟
علمًا أن هذا الموقف حصل، وأنا اختلفت معه، وكنا بعيدين من بعض لفترة قصيرة، وعندما رجعتُ له تجاهل الأمر وحظر صديقتي، وأنقذ الموقف، وقمت بالاستخارة كثيرًا في علاقتي هذه، وهو شخص كل الناس تشهد بشهامته وطيبته.

أنا محتارة، لا أعرف ماذا أفعل! أرجو منكم الإرشاد والنصح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماوي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعدك بالحلال، وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يهدي هذا الشاب لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

لا شك أن ما حصل خطأ، ولكن هذا الخطأ أعتقد أنه مُحيَ تمامًا بعد أن توقّف عن تلك الممارسة الخاطئة، وأنت صاحبة القرار، فلا تُفرّطي في شخص يشهد له كل الناس بالشهامة والطيبة، ونسأل الله أن يُعينه على الخير.

وأرجو أن تستعجلي في استكمال الخطوات كما بدأت بطريقة صحيحة، وقد أحسنت عندما أعطيته هاتف الوالد ليتواصل معه، ومن المهم أن تتطور هذه العلاقة لتكون علاقةً شرعيةً كاملةً، وعندها سيكون بينكم النُّصح والتناصح، ولن يحتاج بعد ذلك إلى غيرك من الصديقات، فكوني أنت الصديقة له، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.

وكونه يُنكر هذا الذي حصل، حتى لو اعترفت الصديقة، حتى لو عرفت أنت؛ فإن العبرة بالخواتيم، وما حصل – كما قلنا– لا نؤيده ولا نوافق عليه، ولكن قلَّ أن نجد شابًّا ليس عنده أخطاء، وينبغي أن تنظري إليه نظرة شاملة، فمن الإنصاف أن ننظر في إيجابيات الرجل إذا وقفنا على بعض السلبيات، وعلينا أن نتذكّر أن الفتاة لن تجد شابًّا بلا عيوب، كما أن الشاب لن يجد فتاةً ليس فيها نقائص، ونحن بشر والنقص يُطاردُنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة.

وعلى كل حال: أنت صاحبة القرار، وأرجو أن تجدي من محارمك مَن يتعرّف إليه أكثر ويسأل عنه أكثر، ولكن نحن لا نؤيد فكرة ترك هذا الشاب الذي حصل ارتباط به، وذكرتِ أنه مشهور بالشهامة والطيبة والسيرة الطيبة بين الناس، وهذه مؤهلات عالية وغالية، وأرجو نسيان ما حصل، خاصة بعد أن قلتِ (رجعتُ له ...، تجاهل الأمر، وحظر صديقتي، وأنقذ الموقف)، وهذا كله دليل على أنه يقدِّمُك على غيرك، وأنه يُقدّم تضحيات من أجلك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُؤلّف القلوب، وأن يغفر الزلّات والذنوب.

وأنت اجتهدت في الاستخارة، فتوكلي على الله ولا تتشاءمي، واجتهدي في تفادي مثل هذه الأشياء بالحرص على إكمال هذا المشروع في الحلال؛ لأن أكثر ما يُبعد الرجل عن النساء الأخريات هو أن يرتبط بزوجة ارتباطًا شرعيًا على كتاب الله، وعلى سُنّة النبي عليه صلاة الله وسلامه.

إذًا نحن نميل إلى إكمال المشوار معه، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً