الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي كرهتني ووالدي فقد الثقة بي بسبب أخطائي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بعمر 17 سنة، تحدثت مع شباب، وأقمت العلاقات، وفي كل مرة أتوب وبعد فترة أرجع مرة أخرى، أمي كرهتني، ووالدي لم يعد يثق بي، ولا أعرف ماذا أفعل! في كل مرة أتوب فيها أدعو الله في صلاتي أن يهديني إلى الطريق المستقيم، ولكني لا أستطيع، ولا أعرف ماذا أفعل.

أشعر أنه يجب علي ألا أعيش معهم، فقد أصبحت عيباً وعاراً لعائلتي كما يقولون، وهم محقون في ذلك، يخطر على بالي بعد هذه المرة أن أبتعد عن عائلتي، لكي لا أجلب لهم العار، وضعي صعب جداً، ولا أستطيع التحكم بنفسي، لطفاً ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ معالي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وما يتعلق بسُؤالك عنه فأجيبك من خلال ما يلي:

- بداية: اعلمي أن هذه العلاقات هي علاقات محرمة ومعصية لله عز وجل، ومما يوقع العبد في غضب الله؛ ولذا يجب عليك التوبة العاجلة منها، وأن تكون هذه التوبة صادقة مخلصة لله؛ فيندم العبد على وقوعه في المعصية، ويقلع عنها مباشرة، ولا يرجع إليها مستقبلاً.

- أنصحك -ابنتي- بأن يكون قلبك متعلِّقاً بالله تعالى وحده، وتذَكَّري أن أي خللٍ في علاقتنا بالله عزَّ وجل، ينتُج عنه خلل في علاقتنا بأنفسنا وبمَن حولنا.

- أنصحك بقطع كل الأسباب التي تجرك إلى هذا العلاقات المحرمة -سواء مواقع التواصل، أو الهاتف، أو ارتياد أماكن معينة، أو غيرها-، والحذر من خطوات الشيطان، وقد قال الله: (ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر).

- احرصي على تغيير الصحبة إلى صحبة صالحة، تدعوك إلى الخير وتبعدك عن المعصية.

- اهتمي بتنمية إيمانك من تلاوة يومية للقرآن، والحفاظ على الصلاة في أوقاتها، والصيام، وكثرة دعاء الله عز وجل، فما تعلق عبدٌ بالله بصدق إلا هداه، قال الله: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم).

- ابنتي: سبب مُعاناة الفتيات اللاتي يقَعْنَ في علاقاتٍ وحبٍ وعشقٍ لشخصٍ ما، هو طغيان العاطفة، وغياب العقل والتعقل، وفَراغُ القلب، ابْتَعِدي عن الفراغ، واسعي حثيثًا لقضاء وقتك بما هو مفيد، سواء من أمور الدين أو الدنيا.

- لا بأس بالانشغال بشيء من الرياضة التي تناسب النساء، وتفريغ الطاقة فيها، وملء وقت الفراغ.

- اقطعي باب التفكير؛ لأنه من خطوات الشيطان، وابتعدي عن العزلة أو الانفراد حتى لا تقعي أسيرة التفكير، وأبعدي عنك كل شيء يذكرك بهذه المعصية.

- ابنتي: يجب أن تكوني قوية، وتُعلني التوبة مِن علاقاتٍ لا تحلُّ لكِ، وكوني قوية في مواجهة أية مغريات، فالمواقفُ تُعلِّم ما لا تُعلِّمه النصائح، والفتاةُ التي خُدعتْ سابقاً بأحاديثَ معسولةٍ وأقوالٍ مزيفةٍ، الآن أصبحت قوية، ولن تقعَ فريسةً مِن جديد.

أسأل الله أن يحفظك ويصلح لك حالك وبالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً