الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غضب عليّ زوجي بسبب خروجي مع أختي وزوجها، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

زوجي مغترب، وذهبت إلى أهله، وعندما كنت راجعة لبيت أهلي ذهبت مضطرة مع أختي وزوجها، وهو على علم بذلك وموافق، وفي الطريق أعلمتني أختي أنهم سيأخذون الأطفال إلى مكان محترم فيه مسبح للأطفال ليلعبوا قليلاً -مدة ساعة أو أقل-، هذا المكان متواجد بين مسكن أهلي ومنطقة مسكن أهل زوجي.

حاولت الاتصال به، لكن الشبكة كانت ضعيفة، وتركت رسالة أخبرته فيها بذلك، عندما وصلنا بعد نصف ساعة، وصلتني رسالة من عنده كي لا أدخل وأبقى في السيارة، علماً بأن الجو حار جداً؛ فغضب كثيراً، ولما ذهبت إلى البيت بقي يتوعد، وتكلم مع أختي الكبيرة، وقال لها بأني لا أعطيه أي اعتبار، وأنني لا أفهم، والنقاش معي عقيم..! وهذا غير صحيح.  

حاولت الاتصال به أكثر من مرة، وأرسلت رسالة شرحت فيها الوضع، وأفهمته كل شيء، لكنه بقي يتوعد بالعقاب...إلخ.

هو لا يتكلم  معي منذ أسبوع، هل عنده الحق في أن تكون ردة فعله هكذا؟ الموقف تكرر أكثر من خمس مرات، في حالات أخرى، بالرغم من طاعتي الشديدة له، وتقديري، فما الفتوى في هذا؟ هل هو محق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يبارك في زوجك، وأن يجمعكما على الخير، إنه جواد كريم.

أختنا الفاضلة: جزاك الله خيراً على طاعتك لزوجك، وعلى التماسك رضوان الله في رضاه، وعلى سؤالك عن حكم الشرع للتقيد به، وهذا يدل على خير فيك، نسأل الله أن تكوني كذلك وزيادة.

أختنا: زوجك مغترب عنك، وربما لا تعلمين نفسية المغترب، خاصة البعيد عن زوجته وأولاده، إنها نفسية أشبه ما تكون إلى القلق والخوف الدائم، والاضطراب النفسي والحذر الزائد، ومثل هذه النفسية -أختنا- تحتاج أن تعلم كل التفاصيل الخاصة والبسيطة والصغيرة عن زوجته، حتى تهدأ نفسه ويستقر فؤاده.

أختنا: ما فعله الزوج هو حب زائد لك، وحرص شديد عليك، وغيرة ظاهرة، وإن بدت أنها تحكم، فاقبلي ما كان منه، واحملي هذا الغضب على المحمل الحسن؛ فإن هذا أدوم للعشرة وأرضى للنفس.

أختنا الفاضلة: إننا ننصحك بما يأتي:

1- إيجاد مبرر إيجابي لما فعله زوجك؛ حتى تستقر نفسك وتهدأ، وتتعاملي مع المشكلة بروية وعقل.
2- تقديم الاعتذار على التبرير منهج العاقلين: فمثلاً لو استخدمت قولك: أنا أعلم أن من حقك أن تسأل، ومن حقك أن تغضب، ولا ألومك على ذلك، ولكن ما حدث معي كان كذا وكذا وكذا..؛ هذا الأسلوب سيدفعه إلى التهدئة، أو على الأقل سيفتح أذنه للاستماع.
3- لا تقدمي على فعل أي شيء ولو كان صغيراً إلا بعد استئذانه، مع وضع نفسية المغترب التي ذكرناها لك في الحساب.
4- لا تتركيه بلا حديث ولا كلام؛ حتى لا يتسرب إليه شعور أنك قد استغنيت عنه؛ فإن هذا الشعور قاس ومتعب.

5- احتسبي الأجر مع كل سلوك تقومين به، ومع كل شدة تصبرين عليها؛ فإن لك الأجر على ذلك، واستحضار الأجر يهون عليك ما تبذلينه من جهد، ويكفيك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي رواه أحمد -رحمه الله- عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) وهذا أجر عظيم، نسأل الله أن يكتبه لك كاملاً.

6- نرجو أن تحاوري زوجك باستمرار، وأن تستمعي أنينه وشكواه، وأن تشاطريه همه وتواسيه في غربته، فإن هذا مما يخفف عنه ما يجد.
7- نرجو أن ترسلي له رسالةً ثلثها الأول حب فيه، وحرص عليه، وعدم وجود طعم للحياة بدونه، والثلث الآخر أنك متفهمة حديثه ومتفهة غضبه، والأخير أنك ما كنت تودين ذلك، وما حدث من سوء فهم.
اختمي الرسالة منك إليه بكلمات حب له، مع الدعاء أن يصلحه الله، وأن يصرف عنه ما يجد في نفسه، وفقك الله، ورعاك وأصلح حال زوجك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً