الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سبب هذه الإفرازات التعرق أم الناسور الشرجي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 19 سنة، أدرس الإعلام، أصلي وأقرأ القرآن، ولم أعد أستمع للأغاني، وبدأت ألتزم رغم أني دائماً أقع في الخطأ، وهذا طبيعي، فنحن بشر، وأردت أن أتحدث عن مشاكل تواجهني:

أولها: في مخرجي -أعزكم الله-، فعندما أتمشى أو أجلس كثيراً يتعرق وتبتل ملابسي الداخلية، وتكون فيه رائحة تزعجني، وأغير ملابسي الداخلية يومياً؛ حتى لا يبقى لدي ما ألبسه، وأستنجي حتى يؤلمني دبري، حتى أصبحت مصاباً بالوسواس القهري.

علماً بأني أجريت قبل عام عملية جراحية لإزالة الناسور الشرجي، وحالياً أعاني مع دبري -والحمد لله-، فإذا أحب الله عبداً ابتلاه، وأيضاً أنا شخص ضعيف المشاعر، وأبكي كلما سمعت آية قرآنية تتحدث عن حالي، وأبكي كلما أحسست بالقهر، وأبكي كلما تذكرت والدّي اللذين أرهقتهما وأنا بعيد عنهما الآن بحكم الدراسة، وأبكي كلما تذكرت الماضي الجميل، وأحن كثيراً إليه، وإلى قريتي.

أطلت عليكم، لكن الشكوى والبث إلى الله، والحمد الله.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

أولاً: الحمد لله على التزامك بالصلاة وقراءة وتلاوة القرآن، والحمد لله على مقاومتك للوقوع في المعاصي.

ثانيًا: المشكلة العضوية التي تعاني منها لا شك أنها ابتلاء وامتحان من الله سبحانه وتعالى، وصبرك عليها -بعون الله- ستنال به رضا المولى سبحانه وتعالى، فكل الآثار التي ترتّبت على العملية الجراحية نتج عنها ما تعاني منه الآن من وساوس قهرية، خاصة موضوع النظافة، وربما يكون الأمر قد تضخّم عندك، وأصبحت قلقًا بسبب توقع تلك الإفرازات وما تنتجه من روائح، وهذا بلا شك له ردود أفعال سلوكية.

ما ندري -ابننا الكريم- هل تمّ علاج المشكلة العضوية تمامًا بعد العملية الجراحية، فإذا كانت الإجابة بنعم، فما عليك إلَّا تجاهل الأفكار الوسواسية، وعدم تكرار السلوكيات الناتجة عن الفكرة الوسواسية، بل التزم بالنظافة لمرة واحدة فقط، وتحمّل القلق الناتج عن عدم التكرار بصورة تدريجية، وذلك بتقليل عدد المرات التي تقوم بها بنظافة الموضع.

ثالثًا: رقّة القلب عند سماع الآيات، والبكاء، والشعور بمعاناة الوالدين، لا شك أنها برهان على صفة الرحمة والرأفة، وهي صفات المؤمنين، وهي ليست عيبًا، وإنما هي محمدة.

أمَّا الحنين للماضي الجميل وإلى القرية التي تسكن فيها؛ فهذا يمكن يُشاركك فيه كثير من الناس الذين ابتعدوا عن أماكنهم ومواطنهم الجغرافية، بسبب ظروف أجبرتهم على ذلك، ولكن لا بد أن نتذكّر أن الماضي وما فيه قد مضى، ولن يعود، وما يهمُّنا الآن هو الاستفادة منه في إعادة التجارب الناجحة، وعدم تكرار التجارب الفاشلة، وتصحيح الأخطاء التي حدثت فيه.

أمَّا الاستقرار فيه بصورة تُنسينا واقعنا الحالي، فقد يكون مضيعة للوقت، ولا جدوى منه، وللتخلص من ذلك: قم بكتابة أو تدوين كل الذكريات التي ترى أنها تستحق، واجعلها مذكّرات تحكي عن الماضي، أو كمرجع ترجع لها كلَّما تريد ذلك، لكي تنقلها من الدماغ إلى الدفاتر، أو إلى المذكّرات المكتوبة.

نوصيك -ابننا الكريم- بالدعاء للوالدين، وبرّهما بقدر ما تستطيع؛ فإن ذلك يفتح لك أبواب النجاح في الحياة -بإذن الله تعالى-.

والله الموفق.
—————
انتهت إجابة: د. علي أحمد التهامي -استشاري نفسي إكلينيكي-
وتليها إجابة: د، سالم الهرموزي- مستشار الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة-.
——————

الأخ الكريم: فيما يخص تعرق وابتلال ملابسك الداخلية، مصاحبة برائحة مزعجة، غالباً تكون ريحة إفرازات الأمعاء؛ فهذا ليس تعرقاً، ولكنه تسرب من الجهاز الهضمي، نتيجة لخلل ما في إزالة الناسور، أثر على فتحة الصمام الخارجي لفتحة الدبر، الذي يحجز خروج الإفرازات والغازات من الجهاز الهضمي.

بالتالي عليك مراجعة طبيب الجراحة العامة الذي أجرى لك عملية الناسور؛ لإعادة تقييم الموضوع، ومن ثم تصحيح الخلل الحاصل الآن في عملية إزالة الناسور.

يحفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً