الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يحبني ويريد إرجاعي وأهلي يرفضون!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعيش مع أهلي منذ أكثر من ستة أشهر بعد حدوث مشاكل بين "السلايف" ولم تكن المشاكل تتعلق بي، لكني لم أنتبه، علماً بأن علاقتي بزوجي جيدة -والحمد لله-، وزوجي يحاول إرجاعي له، وأهلي يرفضون، وعندهم الحق لأسباب كثيرة. زوجي كان يطلبني في شهر رمضان، وأنا أرفض -يا شيخ-، وأقول له بأنه شهر المحرمات، وكان يجبرني، فكيف أكفر عن ذلك؟ وما هي كفارة زوجي؟

علماً بأني حالياً في بيت أهلي، وزوجي يحبني، وأنا كذلك، وأهلي يرفضون إرجاعي، فماذا أفعل؟ وكيف أكفر عن إثمي وخطئي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن ييسر الهدى إليك إنه جواد كريم بر رحيم.

أختنا: قد فهمنا أن المشكلمة تكمن في بعدين:
البعد الأول: مشاكل ليست مباشرة بينك وبين زوجك، أدت إلى ذهابك لبيت أهلك، وأهلك عندهم حق، لكنك تحبين زوجك وتريدين الرجوع.
البعد الثاني: إكراهك الزوج على الجماع أثناء نهار رمضان، وأنت صائمة، وتسألين عن الكفارة.

أما الأول: فاعلمي -بارك الله فيك- ما يلي:
1- أكثر الناس حرصاً عليك والداك، ووجودهم مصدر أمان لك، فاحذري أن تتجاوزيهم، فإن بعضاً من أخواتنا فعلت ذلك وتجاوزت أهلها، فلما رحلت إلى الزوج حدثت مشاكل أكثر، لأنه علم أنها لم يعد لها نصير، وأن العلاقة التي كانت مع أهلها تصدعت، وأصبحت بين سندان قسوته ومطرقة استضعافها، ولذا لا نود منك تجاوز أهلك مطلقاً.

2- أوصلي رسالة إلى والدتك أنك تريدين الرجوع -بعد إذن الوالد- حتى تصل إليه هذه الرسالة، وهو بدوره سيخفف من الشروط، لكن في الأخير هناك سقف يحيميك أنت، لا يجوز للأب أن يتنازل عنه.

3- إن وجدت أن هناك تعنتاً من قبل أحد من أهلك، وأن المشكلة انتقلت من دائرة الحماية لك إلى دائرة الانتصار للكرامة والنفس، فيمكنك أن تدخلي أحد مشايخ بلدتك، ممن يحترمهم أهلك وأهل زوجك، على أن يكون عالماً تقياً ورعاً.

المسألة الثانية: جماع الرجل أهله في نهار رمضان ذنب عظيم، وله كفارة تجب على الزوج، وهي على النحو التالي:
1- عتق رقبة مؤمنة: فإن تعسر هذا في زماننا انتقل إلى الثاني.
2- صيام شهرين متتابعين لا يفصل بينهما قط، فإن فصل بفطر يوم أعاد من الأول.
3- فإن عجز لمرض أو نحوه فعليه أن يطعم ستين مسكيناً.
لما صح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "بينما نحن جلوس عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت.
قال: مالك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا. قال:" فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا.
فقال: فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟ قال: لا. قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما نحن على ذلك أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر والعرق المكتل، فقال: أين السائل؟ فقال: أنا. فقال: خذه فتصدق به.

هذا -أختنا- على الزوج، أما أنت فيلزمك التوبة مما حدث أولاً، ثم بعد ذلك قضاء يوم مكان كل يوم أفطرت فيه.

الواجب -أختنا- عليك إن عدت إلى زوجك، ونسأل الله ذلك وأنت في أمن وأمان، أن تجتهدي في زيادة معدل التدين عندك وعند زوجك، وأن تعظمي فيه حق الله عز وجل، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يقدر لكما الخير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً