الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من آلام في الظهر وخطوبتي لا تكتمل..هل لذلك علاقة بالسحر؟

السؤال

دائماً عندي وجع مؤلم في ظهري، ودائماً رجلي الشمال تقف، ولا تكتمل الخطوبة لي، وحتى الخطاب لا يصلون إلى البيت.

لقد وقعت في خطأ كبير منذ زمن، فقد حصل لي مس شيطاني، وصرت متعبة نفسياً، ومرهقة، وأكاد أصيح من ذلك، هل هذا مس من الجن، أو هي حالة نفسية؟ أنا معظم أحلامي تكون فيها مشاهدة ضفادع، وثعابين، وفئران وصراصير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ wardty حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يحفظك وأهلك وأخواتك من كل مكروه وسوء، إنه بر لطيف.

أختنا الفاضلة: كثير من الناس يتساهل في جمع المشاكل الطبيعية كلها في كفة واحدة، وتفسيرها على الحسد، أو العين، أو السحر، هو يفعل ذلك حتى يستريح داخلياً من مؤنة الأخذ بالأسباب المنطقية، ووضع كل مشكلة بعيداً عن مشكلتها الأخرى؛ لأن جميع المشاكل كلها لا تفضي إلا إلى ما ذكرت.

اعلمي -أيتها الفاضلة- أننا لا ننكر العين، أو الحسد، أو السحر، أو المس، لكن ننكر أمرين:
أولاً: تضخيم الحديث عنه، والاعتقاد فيه أكبر من حجمه.
ثانياً: تصديق غير أهل الاختصاص والاعتقاد فيهم.

ثالثاً: كل ما ذكرته -أختنا الكريمة- من وجع في الظهر -سلمك الله- وتنميل في الرجل اليسرى، هذا يحتاج إلى طبيب متخصص في العظام؛ فاذهبي أولاً إليه، وإن ظهرت الأشعة أنك سليمة تماماً، فهذا يعني أنك إما متعبة نفسياً، أو كما ذكرت من تحليل.

رابعاً: عدم وصول الخطاب إلى باب بيتك، هذه ظاهرة عامة ومنتشرة، ولا تدل على شيء، فالزواج رزق وقدر، وما عليك إلا الدعاء أن يرزقك الله الزوج الصالح، لكن تفسير هذا وحمله على المس لا غير أمر بعيد.

خامساً: الأحلام التي تشاهدينها إن كنت تأخذين بتعاليم الشرع من الوضوء قبل النوم، وقراءة آية الكرسي، والمحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية، فقد يكون له دلالة على تعب نفسي، أو مس، وهذا وذاك أمره ميسور، إن شاء الله.

نحن نحب أن نؤكد لك على حقيقة هامة، مثل هذه الأحلام المزعجة، أحياناً لها تفسير غير المس، ولها أسبابها، ومن تلك الأسباب:
1- الخوف الشديد.
2- مشاهدة أشياء مرعبة.
3- القراءة في اللامعقول من القصص الخيالية.
5- الاضطراب النفسي.
6- التشاؤم الحاد.
7- تغيير أماكن النوم بحيث يقلق النائم أو يخاف .
8- أحياناً تلاعب الشيطان بالإنسان.

القفز على الأسباب إلى المس مرة واحدة لا يفيدك؛ لذا عليك أولاً بما يلي:
1- الذهاب إلى طبيب مختص لمعرفة مسألة ظهرك وقدمك عافاك الله.
2-الهدوء النفسي والإيمان بأن أقدار الله ماضية، وأن الخير فيها لو عقل الإنسان، وأنك بالله أقوى.
3- -الاجتهاد في التفسير المنطقي للأحداث، وعدم ترحيل أي مشكلة على الغيب أو السحر إلا بعد استنفاذ كل الأسباب المنطقية.
3- تحصين البيت بالقرآن، وذلك بقراءة سورة البقرة كل ليلة، أو الاستماع إليها فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة".
4- الالتزام بالرقية الشرعية وأفضل راق للإنسان هو نفسه، وتكون الرقية بما يلي:

أولاً: قراءة الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والمعوذات، وقل هو الله أحد.
ثانيا: الرقية بدعاء، وهي كاملة على موقعنا، لكن منها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:(بسم اللهِ أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفسٍ، أو عين حاسدٍ، الله يشفيك، بسم الله أرقيك)، (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)، (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، (اللهم رب الناس أذهب البأس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يُغادر سقمًا)، (أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عينٍ لامّة).

5- المحافظة على الأذكار الصباحية المسائية وأذكار النوم.

هكذا -أختنا الكريمة- أنت سائرة في الطريق بمنهجية وعلمية، فما كان مرده للطب لن يزول بعد الله إلا بالطب، وما كان مرده للمس يزول بأمر الله بالمحافظة على ما ذكرنا من تحصين وأذكار.

وفقك الله وكتب أجرك وشفاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً