الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طالت مدة خطبتي وتأخر زواجي لظروف خاطبي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة متعلمة، وخريجة جامعية، تربيت ببيت مسالم، والوضع المادي لأهلي جيد جدًا وأكثر، وعشت حياةً سعيدةً، ومستورةً عند أهلي، ولم أكن يومًا أحمل هم المال.

قبل سنتين تمت خطبتي لشخص وضعه المادي صعب؛ لأنه يقوم بتجهيز منزل كامل من الصفر -بناء عمارة هو وأهله-، وقد طلب بأن تستمر خطبتنا لمدة سنتين، ولكن مرت السنتان ولم يحدث شيء، وصار يشعر بالملل، وأنا كذلك؛ فقد تعرفنا إلى بعضنا البعض بما يكفي لأن نفتح بيت العمر، ونبدأ حياتنا، ولكن ظروفه صعبة، وحياة أهله تعيق تقدمه؛ فكل راتبه يذهب لتجهيزات البيت.

كما أنني أساعده كثيرًا، وأراعي ظروفه، ولا أطلب منه شيئًا، ولكن في المقابل أسمع ردودًا مخيفةً منه، مثل: أنه لم يعلم أن الزواج صعب هكذا، وأنه غير قادر على إتمام الزواج، ولا أدري ما العمل؟

لقد صبرت سنتين، وهو يطلب مني التحمل، وفي الحقيقة بدأت أراه يصغر في عيني، وفكرة فسخ الخطبة غير واردة عندي بتاتًا؛ فهو شخص خلوق، ومتدين، ويصلي، وعلى الرغم من أنه غير متعلم، ولكنه يناسبني، وقد مرت علينا سنتان جميلتان، بمرها وحلوها، ولكن إلى متى؟

تخنقني الفكرة؛ فالخطبة ليست إلا وعدًا بالزواج، وأنا أشعر بأن الزواج بعيد، والعمر يمضي، فقد خطبني وأنا بعمر 23، والآن أصبحت بعمر 25، وأشعر بأن عمري يذهب هدرًا.

حتى فكرة الإنجاب أرى أنه يجب تأجيلها؛ لعدم توفر المال الكافي لتنشئة أسرة، وها أنا أحرم نفسي مجددًا بسبب ظروفه، وهو يكسب، وأنا أخسر نفسي، وعمري، ووقتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نمير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين الشاب المذكور على الخير، وأن يقدر لكما الخير، ثم يرضيكما به.

لا شك أن الحياة الزوجية تحتاج إلى تضحيات؛ فإذا كان الشاب صاحب خلق ودين -كما أشرت-، فنحن لا نؤيد فكرة فسخ هذه الخطبة، ونتمنى أن يجد هذا الشاب من يعينه، ويتفهم ظروفه من أهله، أو من غيرهم، حتى تكملوا مراسيم الزواج.

وأنت في النهاية صاحبة القرار، فأنت في مرحلة الخطبة، وما هي إلا وعد بالزواج، والإنسان يستطيع في هذه الفترة أن يتعرف أكثر، وأنت أعلم بغيرك بالفرص المتاحة، ومن وجود الشباب المتدينين الذين يمكن أن يطرقوا بابك، ونحن نرجح عدم الاستعجال، وإعطاء الشاب فرصة، ولا مانع من مساعدته ماديًا إذا كان ذلك سيعجل بإكمال هذه المراسيم.

نحن نقدر رغبتك، ورغبة كل فتاة مخطوبة، بأن تجد من الشاب ما يدل على أنه سيدللها، ويقدم لها من أمواله، ولكن عندما نجد صاحب الدين فإننا نخطب فيه دينه؛ "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه"، وأرجو أن تستخيري، وتشاوري محارمك، وتنظري نظرةً بعيدةً وعميقةً إلى مآلات الأمور، والفرص المتاحة أمامك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

أكرر: أنت صاحبة القرار، ولكن نحن نميل للمحافظة على هذا الشاب، ونتمنى أن يقوم بترتيب أوضاعه بطريقة أطيب، وأفضل، وأحسن، ونسأل الله أن يوسع عليكما في الرزق، وأن يعيننا وإياكم على طاعته، وأن يختم لنا ولكم بصالح الأعمال.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً