السؤال
السلام عليكم
أحفظ جل كتاب الله، وقد كان لي الحظ الوفير من قراءة القرآن، والالتقاء بالمشايخ الثقات، تعرضت للأذى من العديد من حفظة كتاب الله ظلماً وجهلاً، وسذاجة مني، وحسبي الله ونعم الوكيل، بل إن منهم من قال لي كلاماً وظهر لي بأنه صوفي، وبعضهم أشعري، وبعضهم جاهل، وكلامه سطحي في الدين.
حاسبت نفسي كثيراً، ولكن لم أجد خطأ، وعندما لاحظت أن أحدهم اعتذر لي، وقال إنه مقصر، قلت نعم أنت مقصر، وأنا أسامحك، فقد كان يتجاهلني دون سبب، وتعرضت للظلم غير الخفي، حتى إن هناك أناساً أظهروا أنهم أحسن مني، وهم لا يعرفون بأني حافظ لكتاب الله، ومقيم لأوامر الرسول بعون الله، وعندما أقول هذا النص يقولون هل أنت صحابي؟! ويسخرون مني، وبعد فترة التزموا، ولكنهم كانوا يظلموني، فأقول في نفسي: هل غفر الله لهم ظلمهم لي، وسخريتهم مني، وأنا لم أسامحهم؟
قصصت للطلبة الذين معي بعض القصص التي تغضبني، فوجدت أن دكتور الجامعة يفعل هذا معي، فحزنت وقلت لماذا يستفزني ويسخر مني؟
صارت نفسي متعبة، بسبب كثرة هموم الدنيا، ويقولون لي أنت مدلل، وأبوك كذا وكذا، لذلك أنت عاق، ويحطموني بكلامهم.
علماً بأني لم أدع على أحد إلا وجدت دعوتي أصابته، حتي ولو بعد حين، حتى إنه بعد فترة ظهرت للناس الكثير من الحقائق، -والحمد لله- ولكن لم يعتذر لي أحد، بل زعموا أنهم لم يفعلوا أي شيء معي، فقلت لهم وأين الجدال الذي أجبرت عليه، والكلام والظلم والكثير؟ فقالوا لي لم يحصل شيء.
أخبرت الكثير منهم عن أحلامي، وأني رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إنه مريض، ويقول: أمرضتني أمتي، فحزنت وبكيت، وحضنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وما إن حضنته وقبلته على جبينه حتى وقفت بجانبه، فإذا هو صلى الله عليه وسلم يقوم صحيح البدن، وبعض الرؤى عن النبي كأني رأيت الناس يردون الحوض، ويشرب خلق كثير، وأنا متردد، حتى أتاني الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخذ بيدي، ودخلت الجنة.
لما أخبرت الكثير بما رأيت سخروا مني، ولم يظنوا أني حافظ لكتاب الله، وأقوم الليل، وأنفق بالسراء والضراء، وذاكر لله.
أريد نصيحتكم، وتصبيركم، ما علمت نفسي إلا الحق، حتى إني أتكلم بالدين، ويسخرون مني أنا بالذات، وعندما يتكلم صديقي في التحفيظ سابقاً يصدقونه، وأحياناً يمارس علي التشويه، ولكن -الحمد لله رب العالمين- فسمعتي ما زالت طاهرة، ولكن هناك أناس ظلموني، ولم يعتذروا، وهذا ما أحزنني، حتى أني أحضرت شيخاً فقال لي: أنت بك عين وحسد.