الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أرفض ابن عمي وأخشى كلام الناس!

السؤال

السلام عليكم

أحببت ابن عمي وأنا في الثانوية، واستمرت علاقتنا لأربع سنوات تقريباً، وتجادلنا كثيراً، وعانيت كثيراً، وصرت أتعالج عند طبيب قلب لفترة من كثرة ما تأذيت في العلاقة، ولما انتقلت إلى المرحلة الجامعية قررت الانفصال عنه؛ لما علمت أن الذي يحصل حرام، ولا يرضي الله، وفيه أذى لي وله، ولن ألاقي بذلك التوفيق من الله.

بعد سنتين أو سنة ونصف تقريباً مرض بمرض ما، وأرسلت له للاطمئنان عليه فقط، وبعد أن أجرى عملية، لم أرسل له أبداً، وستنتهي فترة حجره.

أخبرتني عمتي أنه سيتقدم لي، وأنا بعد الانفصال انتهت كل مشاعري حرفياً، ولا أريده شريكاً لحياتي، وأشعر أنه ليس الشخص الذي أتمناه، وأخاف حين يتقدم لي وأرفضه أن يظن الناس أني لا أريده بسبب مرضه، ولكن أنا لا أحمل له أي مشاعر مثل التي كانت من قبل، وأخاف أن يؤثر رفضي على صحته، وأشعر بتأنيب ضمير كبير.

علماً بأن علاقتي به كانت مجرد كلام، لم أتجاوز فيها أي شيء محرم -ولله الحمد- ولكن عندما نذهب لزيارة أقاربي، نجد أن الخبر منتشر، فالكل يعلم أنه يريد التقدم لي، وأخاف إذا رفضته أن تتشوه سمعتي، وأنا أستغفر ربي دائماً على غلطتي، ودخولي بهذه العلاقة المحرمة، ولم أحادثه منذ سنتين تقريباً، ولكن أخاف أن يعاقبني الله فيكون من نصيبي، وأنا أدعو دائماً ألا يكون ذلك، كما أخاف أن تسوء علاقة أهلي وأهله، فإخوتي مقربون جداً منه، فما الحل؟ كيف أرفضه بدون جرح وعداوة؟ كيف أتخلص منه حتى ييسر الله حياتي وأرزق بالنصيب الأفضل؟ أشعر أن حياتي متوقفة بسببه.
وشكراً مقدماً على الإجابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يختار لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يوفقك للزواج من رجل صالح يعينك على أمر دينك ودنياك.

أختنا الكريمة: إننا نحمد الله عز وجل أن وفقك للتوبة، وأن يسر لك الطريق إليها، ونسأله أن يثبتك على الحق إنه جواد كريم.

ثانياً: لا حرج في عدم تقبلك للشاب، ولا يجب عليك القبول به، وليس في رفضك له أدنى حرج شرعي عليك، بل على العكس فإن القبول به وأنت غير متقبلة له، قد يجلب عليك وعليه تعاسة الحياة، وسوء المعيشة.

ثالثاً: كل ما يترتب على رفضك للزواج لا علاقة لك به، والحديث عن أي أضرار نفسية قد تلحق الشاب لا إثم عليك فيها، ولكن نحتاج ونحن نرفض أن نراعي الأبعاد الاجتماعية؛ حتى لا تتضرر تلك العلاقة الأسرية.

رابعاً: ما مضى لا يمنع أن تفكري في مسألة الزواج منه، بعيداً عن أي ضغوطات، ومدى صلاحيته لك، مع الاستشارة والاستخارة.

خامساً: إن حزمت رأيك بعد الاستشارة والاستخارة على عدم صلاحيته لك أو العكس، فإننا ننصحك بما يلي:

1- لا تستبقي الأحداث قبل أن تقع، فإلى الآن لم يتقدم للخطبة، وحديث الناس لا يعني بالضرورة أنه المراد، فقد يكون لمجرد جس النبض، وعليه فلا تتخذي أي موقف سلبي.

2- إن حدث وفُتح هذا الموضوع أمامك فليكن جوابك: هو أخي ولا أفرق بينه وبين شقيقي، وهل تتزوج الفتاة أخاها؟ دون أن تزيدي، بل عليك بعد ذلك تغيير الحديث، فإن كان المتحدث يجس النبض فقد وصله الجواب، وإن كانت مجرد أحاديث نساء، فجوابك ليس فيه أدنى إساءة.

3- إن تقدم الشاب رسمياً فاعمدي إلى الحديث مع أبيك عن عدم الرغبة في الزواج من ابن عمك، هذا إن كان الوالد ممن يتفهم هذا الحديث، ويقدر كلامك ويتفهمه، فإن لم يتيسر ذلك فحدثي والدتك، والأم لها من الخبرة والحكمة ما تنصحك بما عليك فعله، وفي نفس الوقت ستوصل الرسالة بسلام إلى أبيك، فإن لم يتيسر ذلك فحدثي أعمامك أو الأقرب لهم إليك.

ثقي -أختنا الكريمة- أن أهلك هم أحرص الناس عليك، وهم أقرب الناس إليك، فاطمئني ولا تقلقي، واعلمي أنهم متى ما وجدوا الأمر في غير صالحك لن يقدموا على ما لا يسرك.

نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير. والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً