السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مندوبة لركن في مجلة مدرسية، وأريد طرح المشكلات الوافدة إلينا ونرجو منكم الرد عليها بأسرع ما يمكن، ومنها:
فأود أن أعرض عليكم مشكلتي، وأريد لها حلاً؛ لأنني محتاجة إلى الحل ضروري.
لقد توفي أبي ـ رحمه الله ـ قبل أربع سنوات، كنت بالصف الأول متوسط، وكانت وفاته قبل يوم استلام النتائج، فجاءنا خبر وفاته ونحن مقبلون على العطلة، فاصطدمت بخبر وفاته، ومنذ ذلك اليوم صارت مصيبتي أعظم مصيبة؛ بسبب فقداني لذلك الأب الصالح الذي جعل لحياتي طعماً آخر، وعشنا سوياً تحت ظلال هذه الأسرة وحدد لي هدفاً أسعى إليه، وكان -رحمه الله- يحدثني بأحاديث جعلت همتي ترتقي يوماً بعد يوم؛ وصرت بعد وفاته أفتقد بسمة كان يرسمها على وجهي، ولمسة حانية تجبر الخاطر، فكرهت حياتي وما فيها من مشاكل في البيت، حتى أنني صرت ـ والله ـ لا أركز على دروسي وأهملها، منذ ذلك اليوم إلى وقتنا الحاضر، وأثر التفكير به ـ رحمه الله ـ على مصاحبتي لصديقاتي ومعاملتي وجميع معلماتي؛ وذلك أني عندما أحدث أي معلمة أو أريد أن أجاوب على أي سؤال أقابلها بوجه حزين، وبالأصح باحتقار لهذه المعلمة مع أن ذلك ـ والله ـ خارج عن إرادتي، حتى معاملتي مع جميع من حولي أصبحت سيئة فبعض المعلمات يلاحظن ذلك علي، وبعضهن ـ يمكن ـ ما يلحظن التغير المفاجئ الذي حدث لي.
والله إني لأفكر به حتى عندما أنام، فلا يهنأ لي عيش، ولا أكون سعيدة، بل منشغلة بالتفكير حتى أنني ـ والله ـ أعاتبه وألومه لماذا تركنا، وذلك عندما تحل بنا أي مشكلة.
فأنا أريد أن أنسى ذلك الماضي الذي أسبلت بذكراه الدموع، وأريد أن تعود لي الابتسامة مجدداً، وأريد أن أكون مبتسمة طوال الوقت، وأن تتغير معاملتي مع غيري، وأريد أن أكون تلك التي لا تهزها المصائب، ولا تكون ضعيفة أمام أي مشكلة تحل بها، فأنا مقبلة على ثالث ثانوي وأريد ألا يؤثر ذلك التفكير على مستواي ودرجاتي، وأن أنال أعلى الدرجات مثل ما كنت سابقاً.
فأفيدوني جزيتم عني كل خير وجعل ذلك في موازين حسناتكم.
أرجو من المختصين مساعدتنا، ولهم جزيل الشكر مقدماً.
علماً أنه يشترط علينا ذكر اختصاص المجيب.