الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش في دوامة من الاكتئاب والوسواس، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
مشكلتي بدأت منذ حوالي خمس سنوات، باختصار: في إحدى المرات كنت جالسة، وقمت برفع حاجبي للأعلى وبشدة، فأصابني ألم في رأسي فتوقفت، ولكن بعدها لم أشعر أني طبيعية، وانخفض مستواي الدراسي، بالإضافة إلى ألم مستمر في العين، استمر ذلك الحال إلى أن دخلت الجامعة، ووقتها أصابتني وساوس شديدة في الدين، والخوف من آيات العذاب والنار، فقررت الالتزام أكثر، وأصبحت أصلي قيام الليل، وشعرت وقتها براحة نفسية.

ولكني اجتماعياً كنت موسوسة، فأصبحت أعزل نفسي عن الناس في الجامعة، وأمكث أكثر في المصلى، لاحظ الكثير من الأشخاص ذلك، إلى أن جاءت فترة كورونا وتغير كل شيء، أصبحت أمكث في البيت، وساءت حالتي النفسية، وكنت أعلم أن الحل هو التقرب إلى الله أكثر، ولكن -للأسف- تعرفت إلى أحد الأشخاص من دولة أجنبية، وكانت نيتي وقتها تعريفه على الإسلام والعربية أكثر، ولكن بعدها الأمور أخذت منعطفاً آخر، وفعلت أموراً تغضب الله.

كنت أقنع نفسي أني لن أحاسب على هذه الأفعال لأني موسوسة ومريضة، ولكن هذا غير صحيح، المهم قطعت علاقتي بذلك الشخص، وتبت توبة نصوحاً، وندمت على ما فعلت، ولكني إلى الآن أفكر يوميًا بما فعلت، أصابني الاكتئاب، والوسواس ازداد، فأصبحت أكرر في الوضوء بعض الحركات، وأطيل جداً في الصلاة.

راجعت طبيباً نفسياً، ووصف لي الفافرين، لكني لم أستفد كثيراً، فتوقفت عن العلاج منذ سنة، والآن أنا أصلي وملتزمة بقيام الليل، ولكن الخوف لم يزل، أشعر أن الله قد عاقبني، فما الحل للخروج من هذا التفكير؟ علمًا أني حاولت الاختصار كثيراً.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة ما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك سؤالك الذي حاولت الاختصار فيه، فجزاك الله خيراً.

أولاً: أحمد الله تعالى على أن نبهك إلى ما قمت به مع هذا الشخص الأجنبي، وإن كانت نيتك صادقة في دعوته، إلا أن الشيطان أحياناً يتلبس علينا بأشكال متعددة، ولكن أحمد الله تعالى على توبتك النصوح، وواضح من سؤالك أنك نادمة على ما حصل، وأنك -بإذن الله تعالى- لن تعودي إلى هذا، فهذه صفحة قد طويناها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً.

أختي الفاضلة: أما في قضية الوسواس وما يرافقه من تشكيك، سواء في الوضوء أو الصلاة أو غيرها، وربما ما ينتابك من أفكار حول خطأ ما فعلتيه، وبأن الله تعالى قد لا يغفر لك إلى آخره، حتى هذه الأفكار ربما متعلقة بالوسواس القهري والأفكار القهرية، لذلك أنصحك بأمرين:

الأمر الأول: أن تحاولي مقاومة هذه الأفكار متقربة إلى الله سبحانه وتعالى، وخاصة أنك أصبحت أكثر التزاماً وقرباً منه عز وجل، وخاصة مع الصلاة وقيام الليل، فحاولي أن تقاومي هذه الأفكار، ولا تضيقي باب رحمة الله عز وجل عليك وعلى الناس.

الأمر الثاني: إذا وجدت صعوبة في مقاومة هذه الأفكار الوسواسية القهرية، فلا بأس أن تحولي للطبيب النفسي، ولكن اذكري له أنك لم تستفيدي كثيراً من دواء الفافرين، فهو إما أن يزيد الجرعة، أو يصف لك دواء آخر يكون أكثر فعالية معك، و-مع الأسف- ليس هناك طريقة إلا التجريب، لمعرفة أي دواء مناسب لمريض معين دون مريض آخر.

أختي الفاضلة: أدعو الله تعالى لك براحة الصدر وطمأنينة النفس، وزيادة القرب من الله سبحانه وتعالى، وأن يعينك على حياتك الدراسية الجامعية، متمنياً لك التوفيق والتفوق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً