السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشعر بالحيرة بسبب والدتي التي امتنعت عن والدي منذ سنوات؛ بسبب أمراض ومشاكل نسائية أصيبت بها، وما زالت والدتي تطيعه في كل شيء، فهي لا تخرج من دون إذنه، وتهتم بالمنزل، وتفعل كل شيء، باستثناء واجب الزوجية، وإصرار والدي على الأمر، خلق شرخًا كبيرًا بينهما.
علاقتي بأهلي طيبة، أحب والدي، وأعمل على إرضائهما ما استطعت، أعيش في الغربة، ولست متزوجة، وتكفلت بمعيشتهما؛ لأني الكبيرة، والدتي تفضفض لي كثيرًا، ومن هنا علمت بالمشكلة التي بينهما، مع التنويه أن أمي تحترم والدي جدًا، ولم تحاول إطلاقًا الإساءة إليه، أو تشويه صورته بنظري، بل تحثني على احترامه، ولكن سماعي لهذا الأمر بالذات عن علاقتهما الخاصة أثر بي، وحاولت بحدود الأدب الإصلاح بينهما ولم أفلح.
كنت أرى والدتي على حق، وأتعاطف معها، لكني لاحظت أن علاقتها مع والدي تزداد سوءًا، وربما حدث ذلك دون أن تنتبه، حين أتصل للحديث معهما أسمعها تحدث الجميع بلطف باستثناء والدي، تتجاوز حدود الأدب، ويشعر بالكره والنفور في كلامها معه، وتقول: إنها حين تكون لطيفة، سيظن أنها ستمكنه من نفسها، وشخصية والدي هادئة، لا يعلق ولا يشتكي، حاولت مع أمي مرارًا، فقالت: إنها مستعدة لأن تزوجه، وليس لديها القدرة على هذا الأمر.
المشكلة لا أستطيع تحمل مصاريف منزلنا ومنزل الزوجة الجديدة، ووالدي لا يرغب بذلك، فهل والدتي آثمة؟ وهل يمكن أن تدخل النار بسبب فعلها؟ مع العلم أنها ملتزمة، وكما قلت لا تمانع من زواج والدي وتشجعه عليه، وهل أنا آثمة إن لم أزوجه؟ مع العلم أنا تجاوزت الثلاثين من عمري، ولم أتزوج، ولا أعلم إن كان نصيبي سيأتي أم لا!
إخوتي الشباب لا يملكون المال للزواج، فيكف يزوجون والدي! وقد بدأ أخي المغترب معي بإعانة أهلي بمبلغ بسيط، ويحضر للزواج، فهو على علم أني متكفلة بالمصروف منذ أعوام، ولم يساعدني، علمًا أنا طالبة جامعية، وأعمل عدة أشغال لأتمكن من تحمل مصروف أهلي، فهل آثم إذا لم أستطع تزويج والدي؟ وأنا أخاف من الوقوف بين يدي الله، وأحاسب على معرفتي بوضعه وتقصيري، أفيدوني.