الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالقلق كثيراً عند سماع الأصوات المزعجة، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بنت عشرينية، أشعر بالقلق كثيراً، وسريعاً عند سماع الأصوات المزعجة من طرف الناس حولي مثل السعال، والتثاوب، والتكلم بصوت منخفض، هذا يزعجني ويوجع قلبي، وأتوتر وأغضب.

ما الحل؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

الضيق والقلق الذي يعتريك بسبب الأصوات المزعجة والسُّعال والتثاؤب، والتكلُّم بصوتٍ منخفض، ربما يرجع لحساسيتك الزائدة، ومن الواضح أن الأمر يتعلق بحاسّة السمع، فالأذن الخارجية تستقبل الأصوات التي تحدث بجوارها، ثم عن طريق العصب السمعي إلى مركز السمع في الدماغ، ليتم ترجمة وتفسير هذه الأصوات، ثم تأتي ردة الفعل وتحمل معها المشاعر المرتبطة بالتجارب السابقة المخزّنة في الذاكرة، والله أعلم.

أمَّا الأمر فقد يختلف من شخصٍ لآخر، فحسب الأثر الذي تتركه مثل هذه الأصوات، ولحلِّ المشكلة نقترح عليك بعض الحلول، ربما تفيد في التخلص من الضيق والتوتر الناتج عن هذه الأصوات.

الأمر الأول هو: التعرُّض بصورة دائمة لمثل هذه الأصوات، وعدم تجنُّبها، لغرض تحمُّل القلق أو الضيق الناتج عنها، وأن يكون ذلك بوعي منك، حتى تُصبح أمراً طبيعياً بالنسبة لك، وهذا يتطلب عدة تمارين، أي كلما تعرضت لمثل هذه الأصوات وبإرادة داخلية منك بـ (أني أريد أن أتعرّض لهذه الأصوات، وأكون متأكدة تمامًا بأنها ستُحدث القلق والضيق عندي، ولكن أريد أن أتحمّل هذا القلق والضيق)، فتزداد قوة التحمُّل بصورة تدريجية، إلى أن تُصبح الأصوات غير مزعجة.

الأمر الثاني هو: اصطحاب هذه المثيرات بمثيرات أخرى مُحبَّبة للنفس، مثل شمِّ روائح زكيّة أثناء سماع هذه الأصوات، أو مشاهدة مناظر جميلة، أو لمس أسطح أو أجسام مُريحة من ناحية الملمس، ويكون ذلك أيضًا بصورة متكررة، أو عن قصد، حتى تكتسب هذه الأصوات المزعجة صفة المثيرات التي تُريح النفس، وتُصبح أقلَّ تأثيرًا على مشاعرك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً