الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستمر بالعلاقة مع هذا الشاب بعد معرفتي أنه متزوج؟

السؤال

السلام عليكم

أحتاج لاستشارتكم في أمر مهم.

أنا فتاة تعرفت على شاب أكبر مني 6 سنين، وحصل بيننا إعجاب، وأخذ رقمي، وبدأ بالتواصل معي، وكان شخصاً جيداً، ومحترماً، ويصلي ويخاف الله.

من خلال كلامه أنه كان ينوي خطبتي، وتعرفنا بنحو أسبوعين قبل الامتحان المصيري له، وكان ينتظر نتيجة امتحانه، ولكن -للأسف- لم ينجح.

لقد تعقدت الأمور، وبدأ الشخص يتغير علي، وبعد مصارحتي له في الأمر أخبرني أنه لا يريد أن يظلمني، وأني أستحق شخصاً أفضل منه بكثير، حيث قال: إن تعليمه متوقف حالياً، وسيتأخر سنة، وكان تعارفنا في بلد بعيدة عن أهلنا، وهو الآن يحاول أن يقدم التماساً على الامتحان، لعل وعسى أن ينجح بعد ذلك، ولكن الأمر يأخذ وقتاً حتى يأخذ جواباً من الوزارة.

أخبرني أنه متزوج، وأهله لا يعرفون، حيث تعرف على زوجته في بلد الغربة، وأهله لم يوافقوا عليها، وهو أخطأ معها، ولذلك أجبر على الزواج بها، بدون معرفة أهله.

لقد صارحني بذلك، وأخبرني أنه لا يريد أن يتقدم معي بشيء حتى يعرف ماذا سيحصل بامتحانه، وأنا محتارة في أمري، واستخرت، ورأيته في حلمي، لكن لم أتكلم معه في الحلم، وأيضاً زواجه من الفتاة غير مستقر، حيث إنهم لا يسكنون في نفس البيت دائماً، وهي تأتي فقط ليومين أو ثلاثة خلال الأسبوع، ومع ذلك أغلب الظن أنها ستطلب الطلاق عندما تعلم بوجودي، وأنه ينوي أن يستقر معي في بلد أهله، لأنه لن يستطيع زيارتها دائماً، لكنه أخبرني أنه لن يتركها، لأنه كما قال: ليس من الرجولة تركها هكذا، ولكن إذا كانت هي تريد الطلاق فلا بأس.

إنه يقول: سيعدل بيننا، لكن تقريباً هذا الشيء مستحيل، حيث إننا سنسكن قريباً مع أهله، وقريباً من عمله أيضاً، فكيف سيستطيع زيارتها 4 أيام بالأسبوع، مع أن أهله لا يعرفون بأمر زواجه؟!

أنا في حيرة بالغة من أمري، وقد أحببت هذا الشخص جداً، واحترمته، حيث صارحني بشيء في حين أن أهله لا يعرفون به، وقال لي: إنه حالياً لا يريد أن يظلمني معه، حتى يعرف جواب امتحانه؛ لأنه سيصارح زوجته بوجودي، ولا يريد حالياً أن يفعل ذلك إلا بعد معرفة جواب امتحانه.

أريد مساعدتكم، هل أستمر مع هذا الشاب؟ حالياً نحن لا نتكلم مع بعض، وبعد استخارتي رأيته في حلمي، هل هذا دليل على أنه خير لي؟ من ناحية أخرى حسب الدين يحق للرجل الزواج بأربع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ . حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهديك والشاب إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنكم سيئ الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرف سيئها إلا هو.

حقيقة نحن سعداء بهذا التواصل منك بالموقع، وكنا نتمنى أن يكون في البدايات قبل أن تتعمق هذه العلاقة التي نرجو أن تتوقف فوراً حتى توضع الأمور في طريقها الصحيح؛ لأننا لا نريد للمشاعر أن تتعمق، وبعد ذلك يحصل صعوبة أو لا يتيسر الارتباط، فيكون ذلك مصدر عذاب وتنغيص في حياتك وحياة الشاب المذكور.

لا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن الحب الحلال يبدأ بإعلان العلاقة، يبدأ بالمجيء إلى البيوت من أبوابها، وإذا كان هذا الشاب قد تزوج بالطريقة الأولى، فأرجو أن لا تقبلي بنفس الطريقة، إذا أرادك ينبغي أن يبدأ البدايات الصحيحة، يأتي بأهله يطرق الباب، يقابل أهلك الأحباب، يعرض نفسه، يسأل عنكم وتسألون عنه، كما هي الأشياء الشرعية والأشياء المألوفة في بيئاتنا التي تحرص على هذا النمط من الزواج، والنمط الشرعي الذي يتأسى فيه الناس بالأنبياء، يتقيدون فيه بنظام الخطبة الشرعية، وهي وعد بالزواج، ولكن من خلالها يتم التعارف، ولا يتاح حتى لمن يخطب فتاة الخلوة بها أو التوسع معها في العلاقات.

لذلك نحن أول ما نوصي به التوقف التام عن هذه العلاقة حتى تتضح الأمور، وحتى يأتي البيوت من أبوابها، ثانياً: التوبة عن أي تقصير أو خلل حصل، ثالثاً: المحافظة على سر الشاب، وتشجيعه على أن يشتغل بدراسته، وأنت عليك أيضاً أن تشتغلي بما فيه مصلحتك، رابعاً: نقترح عليك إذا جاء شاب آخر جاهز وصاحب دين وصاحب أخلاق وليس لديه معوقات، فنرجو أن توافقي وتتزوجي.

بالنسبة للذي رأيته في المنام غالباً هي أضغاث أحلام؛ لأن الإنسان إذا فكر بشيء شاهده، ونتمنى أن تكون الأمور واضحة، وعلى الشاب أن يبني حياته على الوضوح التام، ونحن لا نريد أن يكون الأهل بالنسبة لك أو بالنسبة له آخر من يسمع، وآخر من يعلم؛ لأنه بهذه الطريقة لن يوافقوا، وقد لا يكون فيه مصلحة، والشريعة اقتضت أن يكون لأولياء المرأة التدخل؛ لأن الرجال أعرف بالرجال، والفتاة صادقة في مشاعرها، لكن في الشباب وفي الرجال ذئاب.

الأمر الثاني: الرجل والولي هو مرجع الفتاة، فأرجو أن يكون كل شيء واضحاً، وعليه أن يبدأ بطريقة صحيحة، وإذا أرادك عليه أن يطرق الباب.

مرة أخرى: نكرر نحن لا نؤيد انتظار السراب، فإذا جاءك شاب أنسب منه صاحب دين، وصاحب خلق وجاهز، فلا ننصح بالتردد، فنحن في زمان تحتاج فيه الفتاة أن تعف نفسها لكثرة الفتن، وأيضاً الأعمار تمضي.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً