السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملخص استشارتي لكم: كيف أُصلِح حياتي بعد هذا كُلِّه؟ وأعتذر مقدمًا على الإطالة؛ ولكن ليس لدي من يرد عليّ، -بارك الله فيكم-.
أنا شابٌ دخلت غمار الثانوية، وأدعو الله أن أكون من الأوائل لأتمكن من دخول كلية معينة، كما أتمنى الحصول على مقعد محدد، وطوال العام كنت أشعر بأني طالب غبي، ومضغوط نفسيًا، بالإضافة إلى بعض المشكلات، منها: رغبتي المستمرة بالنوم، فأنام لفتراتٍ طويلةٍ، وأثَّر ذلك على دراستي وحياتي الاجتماعية مع أهلي، ولكنني لم أفلح بحل هذه المشكلة.
اقتربت الامتحانات، وما زلت أعاني من المشاكل نفسها، ونسيت المقرر الدراسي، لا سيما وأني أجهل بعضه، وانتهت الامتحانات، وانهالت الصدمات متتالية، الأولى: لم يُذكَر اسمي في أوائل الثانوية -فها هي قد رُفِضَت الدعوة الأولى-، والثانية: حصلت على مجموع متدنٍ، لا يحقق أيًا من الكليات المرغوبة، ولا المنطقة المرغوبة، فانتقلت إلى القطاع الخاص، وبدأت أدعو الله بحماسٍ أقل، وكما ظننت، لم يستجب لي الله فيما دعوت.
أنا لا أشك في قوة الله، فهو القوي المتين، ولكني لا أضمن أنه سيستجيب لعبدٍ صفته كذا وكذا، مثلي أنا، أيضًا كان هناك أُناسٌ أفضل مني يدعون معي، ولكن بلا فائدة!
فأنا الآن أصبحت أفكر ماديًا قبل أن أطلب من الله شيئًا أريده في الدنيا، ليس شكًا في قدرته، بل لأنه على قَدْر المخاطر (الظن) تأتي الصاعقة (الرفض)، فأريد حلًا لهذا الأمر فضلًا! وما ترتب على عدم وصول مجموعي لما أردت، لا في القطاع العام ولا الخاص.
علمًا أن الحياة في منزلنا أصبحت بطابع عصبي، ولا يطيق بعضنا بعضًا، ونشب خلاف بيني وبين والدي في تحديد مستقبلي الذي لا أرى ملامحه، وأصبحتُ -لأنني لا أجيد الكلام بلا فلسفة بحتة ودينية- من العاقين في نظرهم، ولا أدري بماذا أخطأت! وكانت نقطة الخلاف بأن والدي يتحدث بمقالٍ طويل، ويريد مني الرد بمقال طويل مثله، وأنا لا أجيد ذلك.
ومخلص السؤال: كيف أستعيد رغبتي وثقتي في الدعاء، والذي يحتمل دائمًا الرفض؟ وبكل حالٍ سواء دعَيتُ أم لا، فقضاء الله نافذ، وهل أنا عاقٌ إن طُلِبَ مني ما لا أستطيع، مثل (قل كذا وكذا)، وهو كلام لطلب السماح والتأسف؟ لا أؤمن أنه يُقال لغير الله، وإن كان الأسلوب طبيعيًا، ولا يمسّه الشرك في شيء (أنا لا أقدس بر الوالدين، أفعلُ ما أستطيع).