السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص خدوم، أحب مساعدة الناس -الحمد لله-، ليس لأجل أن يحبّوني أو لتحقيق منفعة شخصية، بل لوجه الله، فأنا أحب الله كثيرًا، وأخشى أن أفعل شيئًا في علاقتي مع الناس يكون سببًا في غضب الله عليّ، وأنا طالب في كلية الطب، وعندما أتعلم معلومة جديدة أسارع إلى مشاركتها مع أصدقائي، لكنهم لا يبادلونني نفس الأمر، ورغم ذلك، فإنني أفعل ذلك لوجه الله، وليس انتظارًا للمقابل.
وبعد ذلك، أصبحتُ لا أرغب في مشاركة أي شيء، سواء كنتُ ذاهبًا إلى مؤتمر، أو كنت أذاكر، أو أقوم بأي شيء يفيدني، ولا أحب هذا الشعور، لأنني ببساطة أؤمن بأن من يساعد غيره، فإن الله سيساعده، وهذا يتعبني كثيرًا.
وأمرٌ آخر أنا لا أحب أن يعرف أحد عني أي شيء، كما أنني لا أهتم بمعرفة تفاصيل حياة الآخرين، على سبيل المثال: عندما يتحدث صديقي معي، ويخبرني بأنه درس أو أنجز بعض الأمور، فإنه ينتظر مني أن أشاركه بالمثل، لكنني لا أفعل ذلك، كلامي قليل جدًا، ولا أحب أن أخبر أحدًا أنني أذاكر، كما أنني لا أسأل الآخرين عن أمورهم، مثل: هل كنت تذاكر؟ أو إلى أين ذهبت؟ وغير ذلك، فأنا لست مهتمًا بمعرفة التفاصيل، ولا أرغب في أن يعرف أحد عني أي شيء.
أحيانًا أفكر هل أنا أناني؟ رغم أنني عندما أرى شخصًا حزينًا، أبادر إلى مواساته، وأحاول جبر خاطره، وأساعده قدر استطاعتي، وأشعر وكأنني أنصح نفسي ولست فقط أنصحه، فهل يُشترط أن أُخبر أصدقائي بكل شيء أفعله حتى لا أكون شخصًا خبيثًا؟
أتعب جدًا عند التوقف في مكاني دون بذل أي مجهود، رغم أنني أُريد أن أكون شخصًا ناجحًا، وأحب الخير للآخرين، وأسأل الله أن يبارك للجميع، ولم أنظر إلى ما في يد أحد أبدًا، لكني أشعر بأني مقيدٌ بسبب أصدقائي، رغم حبهم، ولا أعلم لماذا ظهر هذا الشعور فجأة.
في بعض الأحيان عندما أذاكر، أجد صديقي يكلمني ويخبرني أنه أنهى دراسته وأنجز كذا وكذا، رغم أنني لم أسأله، فأجيبه بأنني لم أبدأ بعد، وأنا في الحقيقة كنت أذاكر، لكنه دائمًا متقدم عني، ولا أعلم لماذا هو مهتم بما أفعله، خاصة أن قدراته -ما شاء الله- أفضل مني، ولا أعرف سبب تركيزه معي بهذا الشكل؟!
أنا أُفضِّل مصلحة غيري على نفسي، لكن الله كشف لي بعض الأمور، واكتشفت أنهم يقولون عن صديقٍ آخر لنا: مصلحتنا أهم منه، رغم أنه شخص جيد وطيب لكنه متعب قليلًا.
أعتذر لأن كلامي غير مترابط، لكنني لا أكتب سؤالًا بقدر ما أعبر عن مشاعري، ربما أرتاح بعد ذلك.
أنا أحب العزلة جدًا، وأستمتع بالجلوس وحيدًا، أشرب الشاي أو القهوة، وأذهب إلى الجيم، وأتمشى وحدي. حديثي مع الناس قليل جدًا، لدرجة أنهم لم يعودوا يتواصلون معي؛ لأنني لا أبادر بالكلام معهم.
علمًا أنني مرتاح بهذه الطريقة، ولكني أعود وأقول لنفسي: ربما يحبونك، فلماذا تعاملهم هكذا؟
أحمد الله، فأنا مُحافظ على صلاتي، وأجعل الله دائمًا نصب عيني.