الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مترددة في الزواج بسبب فارق السن ونقص الجمال

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لخطبتي شاب يكبرني بعشر سنوات، متغرب، يصلي، ويقرأ القرآن، وبار بوالديه، حسن السيرة والخلق بين الناس، ولكن في داخلي تردد كبير بسبب فارق السن، فهل من الممكن أن يكون عائقاً في المستقبل، أو أن يتحكم بي، أو بلباسي بأن يكون محتشماً أكثر؟

كما أنه شخص يحب الوحدة بعكسي، فأنا اجتماعية، وأيضاً لباسه ومظهره قديم، كما أنه ليس جميلاً كما تخيلت زوجي في المستقبل، وكيف أعلم أن هذا الشخص سيكون مناسباً لي أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salsabeil حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك –بنتنا الفاضلة– في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يضع في طريقك مَن يُسعدك من الرجال، وأن يكون هذا الخاطب فيه الخير الذي طرق بابكم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

لا يخفى عليك أن أوّل ما ينبغي أن تلاحظه الفتاة في الشاب هو دين الشاب، وقد أشرت إلى أنه يصلي، ويتلو القرآن، وبارٌّ بوالديه، وحسن السيرة، وحسن الأخلاق بين الناس، وهذه مؤهلات عالية جدًّا لا ننصح بالتفريط فيها.

كما ندعوك إلى التواصل مع إخوانك وأرحامك من الرجال، فالرجال أعرفُ بالرجال.

أمَّا بالنسبة لفارق العمر: فهو لا يُؤثّر؛ فالحب لا يعرف فوارق العمر بين الناس، يعني الفتاة لن تتضرر من هذا الفارق الذي أشرت إليه، والمهم هو أن يكون الرجل صاحب دين وصاحب أخلاق، وبعد ذلك الإشكال الاجتماعي، وحبه للوحدة، وأنه غير اجتماعي؛ فهذا -إن شاء الله- سيتغيّر، وأعتقد أن هذه الأمور أيضًا ينبغي أن تُوزن بميزان، فالإنسان إمَّا أن يجد محوراً اجتماعياً جيداً، وإلَّا فالمحاور الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية الزائدة التي فيها تجاوزات، هذه أيضًا ليست من مصلحة الإنسان، فالاعتدال في كل ذلك مطلوب.

أمَّا عدم اهتمامه بالمظهر: فهذا بأمر الزوجة؛ هي التي تُؤثّر عليه، التي تُشجعه وتُهيئ له ما يستطيع أن يلبسه.

وبالنسبة لكونه ليس جميلاً،ح فنحن نريد أن نقول: الجمال في الرجال في أخلاقهم، وفي رجولتهم، وفي حضورهم المجتمعي والاجتماعي، وفي سيرتهم الحسنة، وهذه مؤهلات أشرت إليها، ونسأل الله تعالى أن يعينك على الخير.

أيضًا ننبه إلى أن الإنسان إذا تحيّر في أمرٍ فإن عليه أن يستخير ويستشير، والاستخارة قضيتها مهمّة، ولأهميتها كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُعلِّمُها لأصحابه كما يُعلمهم السورة من القرآن -عليه صلاة الله وسلامه-.

ثم شاوري إخوانك ومحارمك، وهم الأعرف، ونحن نميل إلى القبول بهذا الشخص؛ لما وُجد فيه من مؤهلات عالية، وعليك أن تكوني على علم أننا معاشر البشر –رجالاً كنا أو نساءً– بأن النقص يُطاردنا، فالكمال محال، وقد لا تجد الزوجة زوجًا فيه كل ما تطلب، ولكن إذا بلغ الماء قُلتين لم يحمل الخبث، (وكفى بالمرء نُبلاً أن تُعدَّ معايبه)، وكذلك الرجل سيجد في المرأة نقائص، ونحن بشر، ولكن كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كَرِهَ منها خُلقًا رضيَ منها آخر)، وطوبى لمن تغمر سيئاته في بحور حسناته، وسعيدةٌ مَن تجد شابًّا متديّنًا يحرصُ على أن تتستّر، وأن تتحجّب، وأن تراقب الله، وتُطيع الله تبارك وتعالى.

لذلك نكرر دعوتنا لك بأن لا تفرطي في هذا الرجل الذي تقدّم لك، وأنت أيضًا –كما قلنا– شاوري أرحامك، والرجال أعرف بالرجال، واستخيري ربك، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً