السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب، عمري 18 سنة، والدي ووالدتي انفصلا، لكن والدي ليس لديه مكان ليعيش فيه، ولا أعرف ماذا أفعل! فإن قلت له: لا يجوز لك أن تسكن معنا بعد طلاقه لوالدتي، ولكونه أصبح رجلاً غريباً عنها؛ وقعت في العقوق، وإن قلت له: اسكن معنا؛ سأكون وقعت في ذنب عدم جواز سكنه معنا بعد حرمة والدتي عليه! علمًا أنها كانت الطلقة الثالثة والأخيرة.

فماذا علي أن أفعل؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ...... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص سؤالك، فاعلم بارك الله فيك فيما يلي:

أولًا: من المعلوم أن الرجل إذا طلَّق زوجته ثلاث تطليقات، وانتهت عدتها، فإنها تصبح أجنبية عنه، ولا يحل له الخلوة بها، ولا لمسها، ولا النظر إليها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "المطلقة ثلاثًا هي أجنبية من الرجل بمنزلة سائر الأجنبيات، فليس للرجل أن يخلو بها، كما ليس له أن يخلو بالأجنبية، وليس له أن ينظر إليها إلى ما لا ينظر إليه من الأجنبية " انتهى من "الفتاوى الكبرى".

ونحن نتفهم أن بقاءهما في بيت واحد يصعب -ولا نقول يستحيل- معه الالتزام بهذه الضوابط الشرعية، من عدم الخلوة، ومن لزوم احتجابها عنه.

ثانيًا: والداك هما والداك وإن حصل الطلاق، وبرهما واجب عليك وإن انفصلا، فهما عيناك ولا غنى لك عن أحدهما.

ثالثًا: مع وضوح الحكم إلا أنك قد ذكرت أنه ليس للوالد مكان يبيت فيه، وهو وإن كان أجنبيًا على أمك إلا أن ذلك لا يوجب إخراجه من البيت إذا أمكن الحفاظ على خصوصية الوالدة، مع إيجاد مقام له مثل:

1- أن يكون له غرفة منفصلة في البيت بحمام، ويغلق الباب الذي يصله بالداخل.

2- أو أن يقسم البيت، بحيث يكون لكل واحد حرية الحركة.

فإن تعذر فيمكنك أن تسأجر له مكاناً قريباً؛ بحيث تقوم على شؤونه وترعاه.

رابعًا: لكن قبل ذلك نود منك الحديث مع الوالد أولًا، وفهم ماذا يخطط، وماذا يريد أن يفعل، فقد تكون عند الوالد مقترحات تجمع لك بين بر الاثنين دون جور على أحد.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يسعدك، وأن يقدر لك الخير، ونرجو منك التواصل مع أعمامك وأخوالك والاستماع إلى وجهات نظرهم وما يفكرون فيه، المهم أن يكون الهدف منك هو الحفاظ على والديك لا على أحدهما.

بارك الله فيك، وأحسن الله إليك، وكتب الله أجرك، والله الموفق.