الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خاطبي اشترط لإكمال الزواج أن أخطب له الثانية، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، خطبت لشاب أصغر مني بسنة، يحبني، وسعيد بي، بعد فترة تم العقد، صارت أمه عندما تغضب منه تذكره بشيء يتعلق بي، لا أعلم ما هو، ولكن أعتقد بأنه فارق العمر الذي بيننا، فدخل في اكتئاب نفسي، وكان بعد فترة يقول: أفكر بالانفصال؛ لأني أحس بعدم تقبلك! وأنا أخبره أنها وساوس الشيطان، ثم تبتعد عنه هذه الأفكار، ويرجع إلى طبيعته.

هو يحبني، ويعاملني أحسن معاملة، وبعد فترة كان إذا حصل خلاف -حتى ولو كان بسيطًا- يرجع إلى رشده، ويقول إنه لا يريد أن يظلمني، وإنه خائف أن لا يتقبلني بعد الزواج، ولذلك يفكر بالانفصال، فأبقى معه أذكره بالأشياء الحسنة، وأذكره بحبه لي، وأن يبعد عنه هذا التفكير.

أريد حلًا جذريًا؛ لأنه يعود، ولكن يبقى التفكير نفسه بباله، ويلوم نفسه كثيرًا، ويقول: أنا لا أستحقك، وأنه قد أوصلني لهذه الدرجة، وأنه أهملني، وفي بعض الأحيان يكون سعيداً، حتى إنه يراني في المنام، ويكون في ذلك اليوم سعيداً أنه رآني.

هذه الأيام حصل خلاف بيني وبينه؛ لأنه قال بأنه سيتزوج الثانية، وهو يعلم أن هذا الموضوع لا أقبله، فرجع إلى حالته، حاولت أن أراضيه، فصار يخبرني أن أخطب له الثانية، وإلا فلن يتزوج أبدًا، فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Abeer حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك يه.

وبخصوص ما تفضلت به -أيتها الفاضلة-، فإننا نجيبك من خلال ما يلي:

أولًا: الزواج رزق وقدر، ومن كتبه الله لك سيكون لك، فاطمئني وقري عينًا، ووكلي لله أمرك في كل شيء، وثقي أن تقدير الله لك خير من تقديرك لنفسك.

ثانيًا: قد ذكرت أن الزوج أصغر منك بعام، وأن عمرك 31 عامًا، فإن صح ما ذكرنا، فإننا ننصحك بما يلي:

1- عدم افتعال مشاكل مع الزوج، والاجتهاد في إرضائه على قدر استطاعتك.
2- البعد عن المشاكل الافتراضية، وتجاوزها قدر المستطاع، فالشاب حين أخبرك بالرغبة في الزواج الثاني، كان يجب أن تغيري الموضوع، ولا تخبريه بأن هذا مستحيل لعدة أسباب:

- أن هذا شرع الله -عز وجل-، ولا يجب أن نجعل من إقامته محالًا.
- أن عامل السن يجب أن يكون له اعتبار، فأنت تعلمين أن هذا السن نوعًا ما يعد متقدمًا، بالطبع ليس سيئًا، لكنه ليس الخيار المفضل للأزواج.
- أن الرفض يجعل مجرد الرغبة -التي قد تزول بعامل الواقع- قضية يوالي ويعادي من أجلها.

3- أحسني إلى أهله، وخاصة والدته، فإن هذا الإحسان مردوده خير عليك في الدنيا والآخرة.

ثالثًا: ذكري الشاب بأن الشيطان سيظل متربصًا بالأزواج، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا بأن الشيطان يفرك بين الزوج وزوجته، أي يبغضها له ويبغضه لها، وأن تجاوز وسوسته يكون بأمرين:

- تضخيم حسنات كل طرف، مع الإيمان والاقتناع بأن أحدًا ليس كاملًا.
- الحرص على الأذكار صباحًا ومساء وعند النوم، مع المداومة على الاستعاذة عند أي وسوسة منه.

واجتهدا -أختنا- في الإسراع بالزواج، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً