الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أقدر على تكاليف الزواج وينهكني الصوم، فماذا أفعل؟

السؤال

أنا شاب غير اجتماعي، وغير طموح، وغير شجاع، لدي رغبات جنسية وغرائزية في حياة زوجية وإنجاب أطفال. هذه الرغبات تأتي مع الزواج الشرعي فقط، ومن لا يستطيع الزواج سيصبح متفرجاً فقط، ولا يستطيع إشباع أي شيء.

أنا أصلي -الحمد لله- لكن الصوم يتعب جسدي، وأخسر الكثير من الوزن، فما هو المطلوب للاكتفاء الذاتي عن هذه المشاعر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المشاعر الجنسية والغرائزية جزء طبيعي من البنية البشرية، وتحتاج إلى التوجيه الصحيح.

علماً بأن الزواج في منهج الإسلام هو الوسيلة الشرعية لتلبية هذه الرغبات وبناء أسرة، لكن هناك العديد من الأمور التي يمكن مراعاتها إذا كنت تواجه صعوبةً في الزواج أو الصوم، وهي:

1. يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال تطوير الروحانيات والتركيز على الأنشطة التي تساعد على تقوية العلاقة مع الله، من خلال قراءة القرآن، والذكر، والدعاء، فهذه أمور يمكن أن تقدم راحةً نفسيةً لا مثيل لها، بشرط الاستمرار فيها، وبناء نمط حياة مستدام، مع أوراد شرعية من ذكر ودعاء وصلاة، قال تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَـٰشِعِینَ﴾ [البقرة ٤٥].

2. ممارسة الرياضة والتمارين البدنية يمكن أن تساعد في تحسين الصحة النفسية، وتقليل التوتر والقلق، كما أنها تساعد في التحكم في الرغبات والغرائز.

3. حاول تجنب مشاهدة المحتوى المثير أو قراءته أو الاستماع إليه، وتجنب المواقع والبرامج التي قد تثير هذه الرغبات، وكن صادقاً مع نفسك ولا سيما في استخدام الهاتف تحديداً.

4. احرص على وجود صحبة صالحة تساعدك في التقرب من الله وتجنب الفتن، فقد روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحْذِيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة) متفق عليه.

5. الانشغال بأنشطة مفيدة وهوايات تحبها يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على التحكم في الرغبات.

6. قد يكون من المفيد البحث عن مشورة أو استشارة من قبل أشخاص ذوي خبرة، أو مشايخ موثوق بهم في هذه المسائل، وبناء علاقة معهم، والرجوع إليهم كلما عرض لك أمر.

7. إذا كان الصوم يؤدي إلى تعب جسدي شديد أو فقدان وزن كبير، فمن الأفضل استشارة الطبيب للتأكد من أنك تتبع النظام الغذائي الصحيح خلال فترة الصوم.

في النهاية: المسألة تحتاج إلى توازن بين النفس والجسد والروحانيات، والأهم هو الثقة بأن الله عز وجل سيسهل الأمور ويوفقك لما فيه الخير.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً