الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب تعلق ابنتي بي ورفضها لأبيها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أم، ولي ابنة فقط، عمرها سنتان ونصف، في البداية كانت ترغب وبشدة في الذهاب للروضة، فاستجبت لطلبها وأدخلتها للروضة رغم عدم رغبتي بذلك؛ لصغر سنها، وبعد مرور شهر تقريبًا لاحظت تعلقها بي بشكل زائد، بينما أصبحت ترفض اقتراب أبيها منها، على الرغم من أنه يعاملها بحب وحنان، وقد تأكدت من الروضة إذا ما كانت تعاني من خوف أو نحو ذلك، فعلمت بأنها تندمج بشكل سريع مع الأطفال، فما سبب تعلقها بي بشكل مفرط؟ وما سبب رفضها لأبيها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يحفظك، ويحفظ ابنتك.

أولاً: الحمد لله على نعمة الذريّة؛ فهذا فضلٌ من الله، ورزقٌ كريم، ما دامت الابنة صحيحةً، معافاةً عقليًّا، وجسميًّا، وحسِّيًّا.

ثانيًا: تعلُّق الطفل بأمه في هذا العمر أمرٌ طبيعي؛ لأنها تعتبر مصدر الأمن والأمان بالنسبة له، والحمد لله أنك اطمأننت على أنها تتعامل بصورة طبيعية مع الأطفال في الروضة، وليس لديها أي نوع من المخاوف أو المُهددات.

أمَّا رفضها لوالدها فما ندري درجة هذا الرفض؟ هل هو عبارة عن تجنّب فقط؟ أم هو خوفٌ وهروب وبكاء يُلفت النظر بصورة واضحة؟ ولا نتوقع أن يكون الأمر بسبب يزعجك لهذه الدرجة؛ ما دامت هي قد نشأت وترعرعت في كنف أبيها منذ الصغر، ومعتادة على رؤيته؛ لأن نفور الطفل من أبويه أحيانًا يكونُ بسبب غيابهم عنه لفترات طويلة، كأن يكون الأب في العمل لفترات طويلة، أو خارج البلاد التي تسكنون فيها، فتكون صورة الوالد مثلاً غير مألوفة لدى الأبناء، وبالتالي يعدُّونه غريبًا عليهم.

والمطلوب من والدها هو التقرُّب لها بما تُحب من الألعاب والهدايا والمأكولات التي تحبها، وعدم إظهار أي نوع من العدوان الجسمي أو اللفظي، سواءً كان موجّهًا لها مباشرةً، أو لوالدتها، أو أي شخص آخر قريب منها؛ حتى لا ينطبق في ذهنها أن الوالد شخص مُهدّد للحياة، فأحيانًا قد يصدر من الوالد صوت عال (مثلاً) دون أن يقصد، فيُؤثّر هذا على مشاعر الطفل، ويُكوّن اتجاهًا سلبيًّا تجاه والده بسبب هذا الصوت العالي.

فحاولي –أيتها الفاضلة– بقدر ما تستطيعين تجميل صورة الأب لديها، فربما يُساعد ذلك في التقرُّب منه بصورة أفضل، وتألفه، وتحبّه بمثل ما تُحبّك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً