الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد تأخير السفر لاستكمال علاج ابني لكن زوجي يرفض، فماذا أفعل؟

السؤال

ابني عنده مشكلة في الكلام نتيجة السفر للخارج، وأنا أتابع مع دكتور هنا في بلدي، زوجي مسافر، ولما كان موجوداً لم يكن يتحمل مسؤوليته، ولا يذهب معي للدكتور، هناك مشاكل بيننا، هو سافر وأنا بقيت في بلدنا لكي أكمل جلسات التخاطب لابني و-الحمد لله- حصل تحسن، زوجي قال لي: إنه يجب أن أرجع.

طلبت منه أن ينتظر حتى تنتهي الجلسات، تحدث مع الدكتور، وقال له إنه يحتاج فقط أسبوعين حتى لا يحصل تأخر في الكلام لو سافر مرة أخرى، لكنه رافض.

زوجي يسيء لي كثيرًا، ويشتمني ويذكر أهلي بسوء، كل كلامه: "لو لم تسافري، ربنا لن يسامحك؛ لأنك تعصين أوامري، وأنا أعلم بمصلحة ابني"، علماً أنه كان يتركنا كثيرًا في بلدنا، وكثير من الأوقات لا يسأل عنا، أنا التي كنت آخذ ابني للدكتور حتى وهو -أي زوجي- في البلد.

أنا أريد أن أكمل جلسات ابني، لكنني خائفة أن أكون أعصي ربنا إذا لم أسمع كلامه، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يصلح حال زوجك، وأن يشفي ولدك، وأن يصرف عنكم شر كل ذي شر، إنه جواد كريم، وبعد:

إننا نتفهم حرصك على ولدك، والاجتهاد في معالجته، وتعبك من أجل ذلك، وهذا أمر متفهم لنا تمامًا، وهو ما تفعله كل أم حريصة على ولدها، نسأل الله أن يحفظه لك.

لكن: طاعة الزوجة لزوجها واجبة في المعروف، وهي قربة من أعظم القربات، فقد روى الإمام أحمد في المسند، عن عبد الرحمن بِن عوف -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا صلت المرأة خَمْسَها، وصامَت شهرها، وحَفظت فرجها، وأطاعت زوجَها، قيل لها: ادخلي الجنةَ من أيّ أبواب الجنة شاءت).

وهذه الطاعة الواجبة -أختنا- تتمحور في أمرين:

الأول: طاعته في كل ما يتعلق بعقد النكاح ومتعلقاته.
الثاني: طاعته في ترك المحرمات وفعل الواجبات.

وما طلبه الزوج منك هو متعلق بحقه عليك، خاصة ومسألة مشكلة الكلام هذه ليست من المشاكل الكبيرة التي تحتاج إلى عناية عاجلة، بل هي دورات عادية ومن الطبيعي أن تجديها في كل مكان تذهبين إليه.

لذا ننصحك -أختنا- بما يلي:

1- اعرضي عليه بهدوء البقاء هذه المدة، مع الحديث عن شوقك إليه، حتى لا يتسرب إليه أنك زاهدة فيه.
2- فإن رفض، فاعرضي عليه أن يبقى الولد هذه المدة مع أحد من أهلك ليكمل العلاج، ثم يأتي إليكم.
3- فإن رفض، فتوكلي على الله، وخذي ولدك معك، وستتم معالجته -إن شاء الله- في البلد التي تذهبين إليها.

أما مشكلة سوء المعاملة منه، فإننا ننصحك بما يلي:
1- البعد عن الجدال معه، والاجتهاد في إعطائه المكان اللائق به.
2- التودد إليه مع الإحسان.
3- زيادة مساحة الحوار ما استطعت.
4- الاجتهاد في إيجاد بعض الأعذار له.
5- زيادة معدل التدين عن طريق مناقشته في ورد ثابت من القرآن، والنافلة، والذكر، وسماع بعض الأشرطة الدعوية.
6- القراءة عن فن إدارة المشاكل الزوجية، وستجدين في موقعنا الكثير منها.

وأخيرًا: ليس هناك رجل كامل، كما ليس هناك امرأة كاملة، فاجتهدي في تضخيم حسناته والتهوين من سلبياته، وابحثي -أختنا- عن عيوبك واجتهدي في إصلاحها، واصبري عليه، مع الإحسان والدعاء له بالصلاح، عسى الله أن يصلحه ويصلح به البيت، إنه جواد كريم.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً