الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أواجه السخرية والتنمر وأرتجف عند الإلقاء، كيف أتغلب على ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أنا تلميذ من تونس، وأعاني حالة غير عادية، وستسبب في نهاية حياتي! أعاني من الخجل، والارتباك، والهلع أمام زملائي في الفصل الدراسي، وعندما أشارك في الدرس أو أقدم الدرس وأكتب أمام زملائي أشعر بتسارع دقات قلبي، ورجفة في يدي وساقي، ووجهي يحمر، وأبدأ في التلعثم، وأشعر كأني سأسقط أمامهم، وهم ينظرون إلي، ويضحكون.

أواجه السخرية والتنمر، وبصراحة لم أعد أتحمل هذا الأمر، وأصبح الأمر يقلقني، ويشكل عائقاً أمام حياتي الدراسية والاجتماعية، ولا أريد أن أخبر أحداً من أقاربي أو عائلتي عن هذه المشكلة.

بصراحة: أصبحت أعيش في أزمة اكتئاب حاد، ولم أعد أرغب في الدراسة! فما هو الحل؟ لأني لم أعد أتحمل هذا، أرجو إنقاذي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك – أخي الفاضل – عبر استشارت إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أولاً: اطمئن – أخي الفاضل – أن كثيراً من الناس يشعرون بما تشعر به بكل تفاصيله؛ لأن الرهاب الاجتماعي هو أكثر أنواع الرهاب انتشارًا بين الناس، إلَّا أنهم مثلك لا يتحدّثون عنه، فكلٌ يُعاني في صمت، وكلٌ يعاني بنفسه مع نفسه.

أخي الفاضل: إنَّ ما وصفته بشكل جيد في سؤالك من أنك عندما تتحدث مع الناس – أو تُلقي شيئًا أمام الآخرين – فإنك تشعر بتسرُّع ضربات القلب ورجفة اليدين والساقين، واحمرار الوجه والتلعثم، وربما جفاف في الفم، وتشعر وأنك على وشك أن يُغمى عليك.

كل هذه الأعراض إنما هي أعراض الرهاب الاجتماعي، عندما يكون الإنسان أمام الآخرين يتحدّث أو يتكلّم أو يُلقي بحثًا، أو حتى يتناول الطعام أمام الناس، فاطمئن، فهذا أمرٌ منتشر، ولكن المشكلة أن كثيراً من المصابين بالرهاب الاجتماعي يبدأ بتجنّب مثل هذه المواقف، بل حتى يُفكّر في ترك الدراسة أو الجامعة أو غيرها كما فعلت أنت.

لا – أخي الفاضل – لا تفكّر في ترك الدراسة أو غيرها، وإنما بدل تجنّب تلك المواقف المحرجة، عليك أن تُغير مثل هذه المواقف وتستغلّها بالمواجهة لتُعالج نفسك بنفسك.

إن التجنُّب للحل لا يحل المشكلة، وإنما يزيدُها تفاقمًا، وتُصبح مشكلة مزمنة؛ ممَّا قد يُدخلك في الاكتئاب والحزن، عكس التجنُّب هو الإقدام والمواجهة، أخي الفاضل: احرص على مثل هذه المواقف بحيث تتكلّم أو تتحدّث أمام الآخرين، نعم قد يكون هناك بعض الصعوبات في البداية، إلَّا أنه مع الممارسة ومن خلال الوقت ستخرجُ من كل هذا، بل ستصل إلى درجة تضحك من نفسك كيف كنت ترتجف وتخاف أمام الناس! كثير من المصابين يخرجون منه عن طريق مثل هذه المواجهة.

أخي الفاضل: إذا تعذّر عليك القيام بهذا التغيير وتعذّر عليك المواجهة، فأرجو ألَّا تتردد أو تتأخّر وتقابل الأخصائي النفسي في مكان دراستك، فلعلّه يستطيع مساعدتك.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، ويُلهمك العزيمة لتواجه هذه المواقف رويدًا رويدًا.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً