الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب تدخل الأهل وصلت الأمور مع زوجي للطلاق، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حدثت مشكلة بيني وبين زوجي، وعندما طلبت منه الذهاب إلى أهلي لبعض الوقت رفض، وقال: لو خرجت لا تعودي، علمًا أنه خرج مع أصدقائه، فخرجت من البيت؛ لأني لم أستطع تحمل إهماله وقلة مسؤوليته وأنانيته، تطورت المشكلة بيننا، ووصلت إلى الطلاق بسبب تدخل أهله في الموضوع.

حاول أهلي التدخل لحل الموضوع، ولكنه تطور للأسوأ، وكأنه يريد التخلص من هذا الزواج بأسرع ما يمكن، أعلم أنني أخطأت في الخروج من المنزل، ولكني سئمت من تحكم أهله بنا وبحياتنا، ما حكم عدم مسؤولية الزوج لهذا الزواج؟ وما حكم تدخل أهله في أمورنا الخاصة؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يذهب الشيطان من بينكما، وأن يرزقك السلامة والصلاح.

أختنا: السؤال بهذه الطريقة مفسد لا مصلح، لأنه يضع أحكامًا مسبقة في ذهنك، هذه الأحكام بحاجة أولًا إلى تصويب حتى لا تصير قناعات، وتصبح وسيلة للهدم من حيث لا تشعرين.

مثلًا: ما حكم إهمال الزوج لزوجه وبيته؟ هذا السؤال فيه إقرار بإهماله، وفيه قناعة بأنك الطرف المعتدي عليه، وفيه قناعة بأن الجواب حتمًا سيكون لصالحك من أجل إرضاء المشاعر، وهذا -أختنا- مفسد، والسؤال الطبيعي أو السؤال الأفضل: هل يعد هذا الفعل إهمالًا أم لا؟ هل بهذا يكون الزوج مقصرًا أم لا؟

لماذا نقول لك هذا الكلام؟ لأن الشيطان المتربص بك وببيتك حريص كل الحرص على إفساد تلك العلاقة بأي وسيلة كانت، وقد وجد عندك قابلية لذلك، بسبب وجود بعض المشاكل التي لا يخلو منه أي بيت، فعمد إلى أمرين:

1- تضخيم المشاكل بصورة غير طبيعة، حتى إنك لم تستطيعي الجلوس في بيتك إلى أن يعود.

2- تقليل إيجابيات الزوج، حتى جعلك تضربين بطلبه عرض الحائط، وقد كان يمكنك تأجيل الذهاب ليوم أو يومين، ولا يتطور الأمر إلى ذلك.

أختنا: اعلمي قطعًا أن المشاكل التي تتحدثين عنها من إهماله لك، ومن تدخل الأهل في الحياة، هي أمور مشتركة في كل بيت، ولكن تعامل الزوجة وطريقة تعاطيها في البيت هو الذي يقلل أو يزيد، ولعلنا في استشارة أخرى نرشدك إلى عدة طرق بعد أن يتم الصلح -إن شاء الله تعالى-.

إننا نوصيك -أختنا- بما يلي:
1- التواصل مع الزوج عن طريق أهلك، أو عن طريق بعض الصالحين والاجتهاد في رأب الصدع.
2- احرصي على عدم التفوه بكلام سلبي عنه في هذه الفترة، أو بأسرار بينكما، فإن هذا مما يباعد بين الزوجين.
3- أوصلي له بين فترة وأخرى كلامًا إيجابيًا، أو سؤالًا عنه، مما يفهم منه رغبتك في العودة إليه، وحنينك إليه، فالشيطان جاثم على صدره، وكل يوم يمر يزداد بعدًا.
4- إن طلب أن تعودي للبيت دون أن يأخذك فلا حرج، لأنك من خرجت بلا إذن، وعند عودتك تستطيعين أن تستوعبيه أكثر، وأن تتجاوزي بعض المشاكل، أو تتغافلي عنها؛ حتى تمر الحياة بصورة طبيعية.

نحن في انتظار رسالة تبشريننا فيها بعودتك، ثم تخبريننا فيها ببعض المشاكل، ونحن سنخبرك -إن شاء الله- بطريقة التعامل الصحيحة.

نسأل الله أن يكتب أجرك، وأن يصلح زوجك، وأن تعودي إليه في أمن وأمان وسلام، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً