الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب يلاحقني في الجامعة ويحاول التقرب مني، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة جامعية، هناك شاب يلاحقني منذ فترة، وهو زميلي في نفس التخصص، حاول تقديم بعض النصائح لي في مادة معينة من التخصص، مع أني لم أطلب منه، عندها صارحني برغبته في أن تكون بيننا علاقة مبنية على تبادل المعارف وما استفدناه من التخصص، رفضت عرضه لهذه العلاقة، وأخبرته بأني لا أرضى بمثل هذه العلاقات، لأنه لا يجوز للفتاة المسلمة محادثة الشباب، فاعتذر لي عن طلبه.

اليوم حاول التقرب مني، فأرسل يخبرني بأنه وجد تطبيقًا يساعدنا في تخصصنا، هذه المرة شعرت أنه تمادى، ويحاول التقرب مني وكأنه معجب بي، وهذا جعلني أضع حدًا للأمر بشكل نهائي، فأخبرته ألا يحدثني مجددًا، وأن تكون بيننا مسافة بعيدة، ولهجتي معه كانت قاسيةً قليلًا، وعكست حزمي وجِدَّيَتي كفتاة محتشمة، وفي حالها.

الغريب في أمر هذا الشاب أنه لا يحدثني وجهًا لوجه، إنما كانَ يُراسلني مراسلة عبر تطبيق Microsoft teams للدراسة، وكأنه لا يجرؤ أبدًا على مواجهتي.

احترت كثيرًا، أَهُوَ يلاحقني لأني ممتازة في اللغة الإنجليزية، أم لأنه معجب بي، والأمر الآخر هو أنه يثير اشمئزازي؛ لكثرة من حاولوا التقرب مني قبله!

سؤالي: لماذا يلاحق الشاب الفتاة بهذا الشكل وكأنه لم ير فتاة في حياته؟ لقد أخبرته بكل صراحة أنّ تصرفاته تجعلني غير مرتاحة، ولقد توقف بالفعل عن مراسلتي، ولم يرد عليّ، وربما لأنه شعر بالإحراج على الأغلب!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروءة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

فما قمت به -أختنا- هو اللائق بتدينك وأخلاقك، وهو ما ينبغي أن تكون عليه الفتاة المسلمة الصالحة، واعلمي -أيتها الكريمة- أن أي تهاون في هذا الأمر يورث أمراضًا في النفس قلما تستطيع الفتاة التخلص منه، فكم من فتاة صالحة طيبة طرق أحدهم بابها بمثل هذا الشاب فلم توصد الغلق، بل تركته بدعوى معرفة ما يريد، أو نيته، لكن كانت هذه أول مطارق الهوى، وأول مزالق الخطيئة التي لم تكن في مخيلتها.

بعضهن -أختنا- ظلت تصارع هذا الهوى المقتحم على حياتها، حتى فقدت شغفها بالتعليم وقل تدينها، وهي طيلة الليل في انتظار كلمة منه أو حتى إشارة، وقد كانت قبل ذلك عزيزة النفس مهابة الجانب.

فاحذري -أختنا- من هذه الخطوات، واثبتي على ما أنت عليه، ولا تسألي لماذا يفعل أو ماذا يريد؟ لأن هذه مفاتيح بيد الشيطان يجتهد من خلالها سرقة الحياء، والتدين، والأخلاق، والهدوء، والاستقرار النفسي.

أما فعله، فاعلمي أن الشباب في مثل هذا العمر عندهم الفراغ والخيال الحالم، وبعضهم خبيث يحاول أن يحدث كل فتاة يعجب بها؛ فقط لأجل أن يقضي بعض الوقت معها، وهذا يمكنه أن يفعل ذلك مع عشرات الأخوات، وبعضهم جاهل وخيالي يظن أنه متى ما حدث فتاة وأعجب بها؛ أنه يستطيع الزواج منها، وفي الحقيقة لا هو قادر على الزواج، ولا هو مستطيع، وإن استطاع الزواج فغالبًا يبحث عن الفتاة الصالحة التي لم تسمح لأحد أن يقتحم حياتها.

وعليه أختنا: لا تبحثي عن علة كتابته أو علة ذهابه، فهو لا يحل لك، وأنت عزيزة بتدينك، فلا تسقطي من عين الله -عز وجل-، ولا تفعلي ما تبكين عليه غدًا، والتزمي حد الله في تعاملك مع الجميع، وخالفي الهوى، واعلمي أن من هوى فقد هوى.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يقدر لك الخير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً