الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دواء المخاوف والقلق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وأشكر لكم تجاوبكم معنا، جزاكم الله كل خير، سؤالي هو:
سبق وأن استخدمت سيروكسات نصف حبة في الأسبوعين الأولين، ثم حبة كاملة، وكنت مصمما على مواصلة العلاج، وبعد أن تناولت حبة لكل يوم ولمدة أربعة أيام توفي الوالد- رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجميع موتى المسلمين- وقطعت العلاج، ولكنني تعبت تعبا لا يعلمه إلا الله، ولا أعلم هل هو من سبب ترك العلاج أم شعور نفسي وحزن على الوالد.
وأشتكي من ألم متحرك بالبطن، وأحياناً يتمركز فوق السرة، وأحياناً أعلى من ذلك، وأحسه بأعلى فوهة المعدة، وأحياناً يرتفع إلى منتصف الصدر، وزيادة ضربات القلب، وألم باليد الشمال، وأحياناً إسهال، وأحياناً إمساك وانتفاخ وضيق بالتنفس وحرقة على طول المريء، وكثرة التثاؤب وخوف لا أدري مماذا.
هذا وقد راجعت الطبيب واعتقد أن هذه أعراض القلب، وعمل التخطيط، وكانت النتيجة سليم والحمد لله، وصرف لي علاجاً للمعدة والإثني عشر، وحبوباً للانتفاخ، ولكن لم يفد، انصحوني ماذا أفعل؟ هل أكمل السيروكسات أم أتركها أم أرجع من جديد؟
عمري 37 عاماً.
طولي 175سم.
وزني كان 85 كلج، والآن 79 كلج بعد أن رجعت أمارس الرياضة، خاصة المشي والجري، وأحس أنها تفيد خاصة بالانتفاخ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيراً، ونسأل الله تعالى الرحمة لوالدك ولجميع موتى المسلمين.

أيها الأخ الفاضل: فهذه الأعراض ذات الطابع الجسدي الذي تحدث لك، وهي تتمركز حول الجهاز الهضمي والقلب، هي في الحقيقة جزء من المخاوف والتوتر النفسي الذي هو أساس المشكلة لديك، وهذه الحالات تعرف بحالات النفسوجسدية؛ لأن الحالة النفسية -مخاوف أو قلقاً أو توتراً كانت– تؤدي إلى حدوث الأعراض الجسدية، والأعراض الجسدية تؤدي بعد ذلك إلى مزيد من المخاوف والتوتر، بمعنى أن الإنسان يدخل في نوع من الحلقة المفرغة، تؤدي إلى تصاعد وتشابك هذه الأعراض.

ولكن يا أخي الذي أود أن أؤكده لك، هو أن هذه الحالة يمكن بفضل الله تعالى علاجها تماماً. لا داعي أن ترجع للزيروكسات، فالدواء الذي أنسب في الحالة الآن هو العقار الذي يعرف باسم سبرلكس ومعه عقار آخر يعرف باسم موتيفال، أرجو أن تتناول الموتيفال بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر.

أما بالنسبة للسبرلكس فتتناوله بجرعة 10 مليجرام ليلاً بعد الأكل، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر أيضاً، بعدها ارفع جرعة السبرلكس إلى 20 مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى، بعدها خفضها إلى 10 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم يمكنك بعد ذلك التوقف عن العلاج الدوائي.

أرجو أن تكون ملتزماً ومصمماً على مواصلة العلاج، ففي هذا بإذن الله تعالى الكثير من الخير والبركة.

لابد أن التفكير الإيجابي يكون دائماً مصاحباً للإنسان، بمعنى ألا نركز على الأمور السلبية كثيراً، وأن نكون إيجابيين في تفكيرنا، فهذا إن شاء الله يقلل من هذه الأعراض، وبالطبع مواصلة الرياضة تعتبر من الأشياء الجيدة جدّاً، خاصة للأمراض النفسوجسدية، وأنت الحمد لله بدأت تشعر بفائدة الرياضة، فعليك أخي بمواصلتها، وبالتأكيد -بإذن الله- الرياضة بجانب الدواء والتفكير الإيجابي سوف تؤدي إلى علاج حالتك.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً