الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابن خالتي قطع التواصل معي لكني لا زلت أريده، فما توجيهكم؟

السؤال

أنا فتاة بعمر 18 سنة، طالبة في السنة الأخيرة من الثانوية العامة، نحب بعضنا أنا وابن خالتي منذ صغرنا، وعرّفنا أهلنا بالموضوع، ومنهم من تقبل ومنهم من لم يتقبل.

قبل خمسة أشهر تركني بدون سبب، ويقول لي: لا أريد أن أتحدث مع بنات، وهذا أفضل لنا نحن الاثنان، ولم يقل لي سبب تركه، وأنا ما زلت أحبه وأريده، ولا أعرف ماذا أفعل!

أريد منكم رأيكم في هذا الموضوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Radwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وبعد:

نحن نتفهم مشاعرك، ولكن ما فعلته بنفسك خطأ، وموافقة الأهل على مثل هذه العلاقة خطأ؛ لأن التعلق من غير رباط شرعي مفض إلى أمرين:

- إلى الوقوع في ما حرم الله تعالى، وهذه كارثة؛ لأن الشاب بعدها يفقد الثقة بمن أحبها.
- إلى الزهد في من أحبها؛ لأنه قد طال المقام، أو يئس من الزواج، أو علم أن ما عليه معصية يجب أن يتوقف عنها.

لذا ننصحك -أختنا- بما يلي:

1- الحذر من التواصل معه؛ لأن ذلك يرخصك أمام عينه، بل ويزيده إصراراً على الابتعاد.
2- الإيمان التام بأن أقدار الله نافذة، ومن قدره الله لك زوجاً سيكون ولو عارضه أهل الأرض كلهم.
3- الانشغال بطاعة الله وفرائضه ونوافله، وما أنت عليه من أذكار وأوراد.
4- الابتعاد عن الفراغ فإنه مهلك.
5- عدم إدخال أحد في الموضوع أو تحديثه؛ حتى لا يكبر أكثر مما هو.
6- التسليم لله في ما قضى وقدر؛ لأن الله يعلم ونحن لا نعلم، وقد علمنا القرآن أننا قد نحب الشر نظنه الخير وليس كذلك، (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
7- مسح صوره ورسائله من جوالك؛ حتى لا يستدرجك الشيطان للتعلق به أكثر من ذلك فتهلكي.
8- إن عاد فيجب أن يكون ذلك عبر طريق شرعي، يعني خطبة، وإلا فيجب ألا تخوضي غمار هذه المغامرة المهلكة مرة أخرى.

تلك نصيحتنا إن أردت السلامة، وهي ثقيلة عليك، ونحن نعلم ذلك جيداً، لكن الأثقل منها هو تجاهلها، وانتظار المصير السيئ بعد ذلك، وهذا ما نعيذك بالله منه.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً