الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما بدأت شيئًا أبدع فيه ثم أقوم بإهماله، فكيف أعالج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشعر بالضيق الشديد، وأشك أني أعاني من الاكتئاب، ولا أعرف السبب، رغم أني أصلي، وأواظب على قراءة القرآن والأذكار، ولا أسيء لأحد، وأشك بأنني مسحور أو محسود؛ لأن الناس من حولي يقولون: أنت شخص مميز، ولست كأي شخص، حتى طموحي وأحلامي أكبر من واقعي، على الرغم من أن محيطي لا يشجعني، وأعتقد بأني لو تركت بلدي، وسكنت في أوروبا فإن حالي سيتغير للأفضل، لا أعرف كيف، ومن أين أبدأ؟ وأشعر أن الوقت يداهمني، ويمر دون أن أفعل أي شيء لمستقبلي.

عمري الآن 34 سنةً، ولم أوفق في شيء، رغم أني كلما بدأت في شيء أبدع فيه، وبعد فترة قصيرة أخرج منه دون أن أشعر، لم أعد أفهم نفسي، هل فقدت العزيمة التي أدعي أنها موجودة فيّ، أو أني لست موفقًا؟

لقد تدهورت حياتي، ولدي مسؤوليات كثيرة، ولا أدري ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل، وأخانا الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يُعينك على الخير.

تعوّذ بالله من العجز والكسل، واعلم أن العجز نقص في التخطيط، والكسل نقص في التنفيذ، والنبي -عليه صلاة الله وسلامه- الذي أُوتي جوامع الكلم، اختصر هذه المشكلة التي تُقدَّم فيها برامج بكلمات موجزة، فأرجو أن تبدأ بالتصحيح باللجوء إلى الله تبارك وتعالى، فإن مفاتيح الخير بيده، ثم عليك أن تتوكل على الله وتستعين به، واعلم أن المؤمن عليه أن يفعل الأسباب، ثم يتوكل على الكريم الوهّاب.

وننصحك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة خواتيم البقرة، بل قراءة سورة البقرة، والتعوّذ بالله من شرِّ كل ذي شرٍّ، واعلم أن صاحب النعمة محسود، وأن الإنسان معرّضٌ للإصابة بالعين أو بغيرها، وفي الحديث الشريف: (لَوْ كَانَ شَيْءٌ ‌سَابِقَ ‌الْقَدَرِ ‌لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ).

لكن الحل الشرعي في المواظبة على الأذكار، والطاعات، وقراءة الرقية الشرعية، والأمر كما قال الشيخ/ ابن باز في مسألة الأذكار في الصباح والمساء، وأذكار اليوم والليلة، والأذكار النبوية، وأذكار الأحوال، قال: (هذه تنفع فيما نزل، وتمنع ما لم ينزل -بإذن الله تبارك وتعالى-).

وأرجو ألَّا تستسلم للخواطر السالبة، وتعوّذ بالله من شيطان همّه أن يحزن أهل الإيمان، ولا تلتفت لكلام الناس، ولا تركّز عليه، واجعل همّك إرضاء ربَّ الناس؛ فإن الله إذا رضيَ عنك أرضى عنك الناس، فأقبل على الله بقلبك ليُقبل بقلوب الناس إليك، واعلم أن العمل يحتاج إلى بحث، ويحتاج إلى صبر، والإنسان إذا وُفّق في شيءٍ ينبغي أن يلزمه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير، وابحث عن رفقة تُعينك وتُذكّرُك بالله إذا نسيت، وتُعينك على طاعة الله إن ذكرتَ.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُسهّل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً