الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوت امرأة للهداية فدعت علي، فهل يستجاب دعاؤها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أشكر كل القائمين على هذه الصفحة، وبارك الله فيكم، ونفعكم بالخير، وأنا أستفيد جدًا من موقعكم.

دخلت على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي (التكتوك)، وأثناء تقليب الفيديوهات ظهر لي فيديو مباشر لسيدة -هداها الله- بمنظر غير لائق، تظهر مفاتنها، وتقوم بحركات غير مقبولة، وجلست بالبث فقط لأكتب لها: (ألا تخافين من الموت وأنت على هذه الهيئة، فتقابلين الله وأنت على هذا الحال، فكري بما قلت لك قبل النوم -هداك الله-)، فردت بالدعاء علي وعلى زوجي وابني بالموت، فهل ما دعت به مستجاب؟

وأنا كتبت لها ما كتبته من باب النصيحة والهداية، وحتى تشعر بالذنب وتأنيب الضمير لفعلها المشين والمحرم، وتمنيت لها الهداية، ولكن دعوتها علي وعلى زوجي وابني بالموت قهرتني، وأنا خائفة أن تستجاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا عيب ولا خوف على مَن نصحت في الله ولله تبارك وتعالى، وهذا هو دور كل مسلمٍ ومسلمة؛ لذلك هذه الأمة كانت خير أُمّة أُخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، قال العظيم سبحانه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]، ولا خير في قومٍ ليسوا بناصحين، ولا خير في قومٍ لا يُحبون الناصحين.

ما قمت به من المعروف والخير تُؤجرين عليه، ولكن علينا أن نعلم أن طريق النصح وطريق الدعوة إلى الله محفوف دائمًا بالأشواك والصعاب، ولذلك قال لقمان لابنه وهو يعظه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ}، وقال بعدها مباشرة: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17].

إن الذي يريد أن ينهى الناس عن المنكر أو يأمرهم بالخير لا بد أن يتعرّض لمواقف صعبة؛ كتلك التي تعرّض لها الأنبياء -عليهم صلاة الله وسلامه-، وأُوذوا من أجل أنهم ينصحون، رغم أنهم يريدون الهداية للناس؛ ولذلك هذه معالم طريق الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، أن الإنسان يريد الخير لكن قد يُقابل بغير ذلك، فلا تلتفتي، ولا تهتمّي لما حصل من تلك السيدة، ونسأل الله أن ينفعها بهذا النصح، واستمري في النصح دائمًا، واتخذي الأساليب المناسبة التي فيها اللطف والحكمة، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.

إذًا الدعاء عليك وعلى زوجك وعلى أولادك بالموت لا يضرك، والموت سيأتي للإنسان في الوقت الذي يُقدّره الله تبارك وتعالى، ولا يمكن أن يُستجاب لها وهي تدعو عليك وأنت أمرت بالخير، وأمرت بالطاعة، وتريدين لها ما هو خيرٌ لها.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونسأل الله تبارك وتعالى الهداية لشباب المسلمين وبناتهم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً