السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
لقد نشأت منذ صغري في ظروف قاسية، وعانيت في الحياة؛ حيث كان والدي حازم الطباع، لدرجة كنت أراه قاسيًا علي في كثير من الأحيان، وسبّب ذلك لي حالةً من الخوف والفزع، حتى إني كنت لا أنظر إلى وجهه من شدة الخوف، فنشأت وأنا أشعر في داخلي أني مهتز الشخصية!
كما أن أبي كان يجبرني على العمل في أشياء لا أحبها، ويظن أنه يصنع مني رجلًا، فنشأت وأنا أكره الالتزام بالمواعيد في العمل، بل وأكره العمل ذاته، حتى صارت عندي عقدة، تنقلتُ بين أعمال كثيرة، ولم ألبث أن أستمر في عمل واحد إلَّا أكرهه وأتركه.
ثم إنه بعد ذلك كان من حولي يرون أن ذلك فشلًا مني، فأصبح العبء يزداد عليّ، وازددت مرضًا وسوءًا من نظرة من حولي، ثم تزوجت بعد ذلك، وعانيت من مشاكل في الزواج بسبب عدم التوافق في الفهم، والتدخل الكثير في مشاكلي، وشعرت بعدم الخصوصية، وأنه لا قيمة لكلامي مهما تكلمت، فازددت سوءًا على سوءٍ.
أنا أعلم أن علاجي الآن يكمن في العلاج السلوكي والدوائي، وكل ما ينقصني أني كنت أحتاج إلى أسلوب طيب رفيق يشفي ممَّا في جسدي، فقد تولد لديّ -بسبب هذه الأحداث والظروف القاسية التي مررت بها- شعور في جسدي وقشعريرة لا تكاد تفارقني، وذلك لشدة الخوف، وأشعر بالحزن يقسم قلبي إلى نصفين، وأنام وأصحو وأكاد لا أقطع التفكير في مَن آذاني أو ضايقني، وأرى أن سوء التفاهم أو سوء الفهم من المعضلات التي عجزتُ عن حلِّها، ولا أجد مَن يفهمني في هذه الحياة، خاصة أقربائي، وقد أتواصل مع الغريب لأنه يسمع مني ويفهمني.
أنا الآن أبحث عن الدواء، ولا أدري ماذا أفعل، لقد أصبحت مشتت التفكير، وقلبي مكبوت، وأشعر أنه يحترق.
بماذا تنصحوني؟