الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الطلاق للإهمال الذي أجده من زوجي..أرشدوني

السؤال

متزوجه منذ ٧ سنوات، وزوجي مغترب ببلد عربي، منذ بداية زواجي أعاني مع زوجي من إهمال عاطفي شديد، ومنذ بداية حملي (بعد سنة من الزواج) من إهمال جسدي، وقد تحدثت إليه كثيرًا عن احتياجاتي العاطفية والجسدية، وأشعر أنني لم أعد قادرة على الاستمرار في زواجي منه، هل هذا سبب كاف للطلاق؟

زوجي ليس شخصًا سيئًا، ولكنه بارد المشاعر، وأنا أعاني كثيرًا، ولي احتياجات لم تلبَّ؛ مما يجعلني حادة وعصبية ومتوترة طوال الوقت!

لست ناقمة يا شيخنا، ولا أدعي دور الضحية، ولكني -والله أعلم بي-، أشعر بأذى نفسي رهيب من عدم تلبية احتياجاتي، ولا أريد أن أستمر في هذه العلاقة، ولا أعلم إن كنت على حق، وإن كان هذا يستدعي ما أشعر به!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:

فقد ذكرت أن الزوج ليس شخصًا سيئًا، وهذا أمر جيد، ولابد من استصحابه عند التفكير في الخيار الأفضل لك، حتى لا تقعي في مثل ما وقعت فيه كثير من أخواتنا -حين تسرعن في طلب المزيد من حقوقهن-؛ فحرمن كل الحقوق، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

أختنا الكريمة: دعينا نقول ابتداء: إن من حقك شرعًا تلبية الزوج لرغبتك الشرعية، سواء العاطفية منها أو الجسدية، وهذا الحق متى ما تضررت منه تضررًا بالغًا، فإن من حقك شرعًا طلب الخلع والانفصال عن الزوج.

لكن الواضح من حديثك أن العلاقة ليست مقطوعة بالكلية، ولكن فيها برود، وهنا لا بد أن نسأل سؤالين هامين، ولا بد أن تكون الإجابة عقلية لا عاطفية:

1- هل لبرود الزوج أسباب؟ وهل يمكن إزالتها أو التخفيف من حدتها؟

2- هل هناك بديل إن تطلقت من الزوج أن تتزوجي من آخر؟ فلا يعقل أن يهرب الإنسان من الرماد إلى النار! فإن بعض أخواتنا حين يتخذن قرار الطلاق تقودهن العاطفة، أو الأماني، وهنا يحدث الندم!

- إحداهن رأت نقصًا في زوجها عند غيره، فأكثرت التفكير فيه حتى كرهت زوجها، وكل ما فيه، وحين طلقت رفض الآخر الزواج منها إلا -ما يسمى عرفيًا-، ولا حول ولا قوة بالله.

- والبعض كانت محافظة على تدينها، ولم تسمح للمحرمات أن تدخل بيتها، لكنها حين اتخذت القرار لم تدرك أبعاده، فعاشت همومًا كثيرة بعد الطلاق، ولم تجد بعض ما كان موجودًا قبل ذلك مع زوجها.

ونحن هنا لا نحرضك على شيء، بقدر ما نبصرك بالطريق، فإن إصلاح الزوج -أختنا- أولى لك وأفضل من تركه، لا سيما في مثل هذا العصر الذي كثرت فيه العوانس، وقلت فيه الرغبات الصادقة في الزواج.

وعليه فنصيحتنا لك ما يلي:

1- البحث عن الأسباب التي تحول بين زوجك والمعاشرة الشرعية، فقد تكون هناك أسباب وهو لم يتحدث عنها، وقد تكون هناك موانع نفسية، أو طبية؛ لذا لا بد من البحث عن الأسباب تلك، ولا بأس من استشارة طبيبة مختصة في ذلك فلعل المشكلة طبية، أو لعل عندها حلولاً نجهلها نحن.

2- العمل على إزالة تلك الأسباب، أو التخفيف منها.

3- زيادة معدل التدين، وعدم ترك نفسك للفراغ، والبعد عن المثيرات.

4- التحاور مع الزوج، والبحث عما يحبه منك في هذه العلاقة، والاجتهاد في تزينك له كما يحب هو ويريد.

5- المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم، وقراءة سورة البقرة كل ليلة في البيت، أو الاستماع إليها .

افعلي هذا -أختنا-، واصبري فترة على ذلك مع الدعاء أن يصلحه الله لك، فإن حصل تقدم ولو بسيط، فالحمد لله ويمكن البناء عليه، وإن لم يحدث، فأنت بعد هذه المدة الخيار لك -وفق ما ذكرناه لك-، بعد استشارة أهلك.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً