الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غضبي من أذية زوجتي يدفعني للتفكير بالطلاق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوج وزوجتي أغضبتني منذ أكثر من 70 يومًا، والمشكلة بيننا كبيرة، وصليت استخارة بشأن الطلاق، ورأيت مرتين، الأولى: رأيت امرأة لا أعرفها، أعطتني طفلًا في يدي لأحمله، علمًا أن زوجتي حامل، ولا أعرف نوع الجنين، والثانية: رأيت أني تزوجت من امرأة مطلقة، لديها ابنتان من طليقها الأول.

حائر ولم أفهم تفسيرهما، علمًا أنني غير قادر على غفران أذية زوجتي، وكارهٌ لرؤيتها أو إرجاعها، ونحن الآن في رمضان.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يتقبّل منَّا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.

وحقيقةً نحن نوصي بعدم الاستعجال في مسألة الطلاق، خاصة والزوجة حامل كما أشرت؛ لأن هذه التوترات تؤثر جدًّا على الجنين وعلى نموه العلمي، والعقلي، والصحي أيضًا، ولذلك أرجو أن تُدار الأمور بمنتهى الهدوء، وبعد أن يكتب الله السلامة، ويخرج هذا الطفل إلى الدنيا، يمكن دراسة المسألة دراسة متأنية، والنظر في مآلات الأمور ونتائجها، ونسعد بالتواصل منك ومنها بعرض ما عندكم، حتى نستطيع أن نتعاون جميعًا في وضع النقاط على الحروف، والوصول إلى الحلول التي تُرضي الله تبارك وتعالى.

الطلاق ممّا شرعه الله، لكن لا يكون حلًّا إلَّا إذا وضع في موضعه الصحيح، وكان بالطريقة الصحيحة، ونحن إلى الآن لا نعرف أسباب غضبها، ولا نعرف أسباب كُرهك لها، ونحب أن نقول: الحياة الزوجية والدنيا لا تخلو من المشكلات والأزمات، الدنيا مليئة بالأزمات والمحن، وكما قال الشاعر:

جبلت على كدرٍ وأنت تريدها صفوًا من الأقذاء والأكدار
ومكلّف الأيام فوق طباعها متطلبٌ في النار جذوة نارٍ

ولذلك دائمًا ننصح عند الخلاف بتذكُّر الإيجابيات وحشدها، ثم عرض السلبيات إلى جوار الإيجابيات، ثم مناقشة أهل الاختصاص، ونذكّر بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة" يعني لا يُبغض مؤمنٌ زوجته، "إن كرهَ منها خُلقًا رضيَ منها آخر" فإذًا المسألة تحتاج إلى دراسة متأنية، ولا نؤيد الاستعجال، ولا نؤيد زيادة التوتر في هذه المرحلة، وأرجو أن يكون في رمضان فرصة لتطييب النفوس، ثم بعد ذلك تُدرس الأمور دراسة متأنية، لتُقرر بعد ذلك الذي فيه مصلحة وخير.

نشرف بسماع مزيد من التفاصيل، حتى نتعاون جميعًا في الوصول إلى الحلول المناسبة، ونسأل الله أن يؤلّف بين قلوبكما، وأن يُصلح ذات بينكما، ونسأل الله لنا ولكما التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً