السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بنت، وعندي سؤال: هل إذا دعوت أن يكون شخص ما من نصيبي، هل يستجاب لي أم لا؟ وكيف أعرف أنه سوف يكون من نصيبي؟
وشكرًا لكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بنت، وعندي سؤال: هل إذا دعوت أن يكون شخص ما من نصيبي، هل يستجاب لي أم لا؟ وكيف أعرف أنه سوف يكون من نصيبي؟
وشكرًا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سالي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقرُّ به عينُك، وتسكن إليه نفسُك.
وقد وُفقت للصواب -أيتها البنت- حين أدركتِ أن الأمور كلها بيد الله، وأن مَن أراد شيئًا، فينبغي له أن يتوجَّه إلى ربِّه ويسأله ويدعوه، هذا من توفيق الله تعالى لك، فإن الدعاء عبادة يُؤجر عليها الإنسان، وهو موعود بأن يتقبّل الله عز وجل دعاءه.
ولكن إجابة الدعوة لا تعني بالضرورة أن يُعطيه الله تعالى نفس المطلوب الذي طلبه من الله، بل إجابة الدعوة قد تكون بأن يُقدّر الله تعالى له شيئًا آخر مكافأة له بدعائه هذا، فقد يستجيب الله تعالى له بأن يُعطيه نفس المطلوب الذي طلبه، وقد يستجيب الله تعالى دعاءه ولكن لا يُعطيه هذا المطلوب، وإنما يجعل دعاءه سببًا لصرف وطرد مكروه آخر كان سيقع به، ومصيبة كانت ستُقدّر عليه، فيصرفها الله تعالى عنه بسبب الدعاء.
وقد يَدِّخر له الثواب في الدّار الآخرة، فيُعطيه في الآخرة أفضل وأعلى وأجمل ممَّا كان يطلبه في الدنيا، وهذه كلها إجابات للدعاء، والله تعالى يفعل منها ما هو أصلح لهذا الإنسان، فهو رحيم، لطيف، يُقدّر للإنسان الخير، وإنْ كَرِهَ هذا الإنسان بعض هذه المقادير.
فنحن نوصيك وننصحك بأن تُحسّني علاقتك بالله تعالى، فتحافظين على الفرائض، وخاصة الصلاة في أوقاتها، وأكثري من دعاء الله تعالى وأنت مُوقنة بالإجابة أن الله تعالى سيستجيب لك هذا الدعاء، وكوني على ثقةٍ من أن الله تعالى أرحم بك من نفسك، وأعلم بمصالحك، ففوضي أمورك إلى الله، اسأليه ما هو جائز لك وما هو أحسن، ثم كوني على اطمئنان ورضىً بما يُقدّره الله تعالى بعد ذلك، فهو سيختار لك أفضل الأمور.
ولا بأس ولا حرج في أن تسألي ربك أن يرزقك الزواج بشخص مُعيّن، ولكن ربما حرصت أنت على هذا والله تعالى يعلم أن هذا ليس خيرًا لك، فيصرفه عنك ولا يُقدّر لك الزواج به، فكوني على ثقةٍ من أن اختيار الله تعالى أفضل من اختيارك أنتِ؛ لأنه يعلم وأنت لا تعلمين، فقد قال الله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
وإذا قدّر الله تعالى لك الزواج به فسيقع، وسترين هذا في عالم الوجود والوقوع، وإذا كان الله تعالى لم يُقدّره فسيصرفه عنك ولن يتيسّر لك الزواج به، فكوني مطمئنة إلى حُسن اختيار الله وتدبيره، وأنه رحيمٌ لطيفٌ بك.
نسأل الله تعالى أن ييسّر لك كل خير.