السلام عليكم.

كنت أقرأ سورة البقرة، وبعد أن فرغت منها كنت أتهيأ للنوم، فشعرت بشعور غريب؛ بأن هناك تنميلاً في كامل جسمي، وليس لدي قدرة على الحركة أو الكلام.

سألت شخصًا عن ذلك، فأرسل لي آيةً 21 من سورة الصافات، يطلب مني أن أنتبه إلى ما يحدث لي عند قراءتها، في البداية لم أستطع النظر إليها، ولكنني بعد قراءتها شعرت بتنميل في يدي، وسرعة دقات قلبي، فهل ما أصابني له علاقة بالسحر، أو المس، أو الحسد؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: ما حدث معك عند قراءة سورة البقرة أمر طبيعي، ويحدث مع الكثير، وله أسباب كثيرة، منها: الإرهاق، أو طول القراءة، أو تلاعب الشيطان، وكلها أمور متفهمة.

ثانيًا: الآية التي تحدثت عنها ليس لها أي علاقة بما اقتنعت به أو أقنعك به غيرك، وقد حدث خوف متصاعد بداخلك جعلك حين قرأت أو أردت القراءة حدث ما حدث لك.

ثالثًا: ما يحدث معك ليس فيه دلالة على السحر أو غيره، ونحن نرى أن قناعتك النفسية، وسؤالك غير المختصين هما سبب ما أنت فيه، وهذا عارض وسيزول.

رابعًا: من الهدي النبوي الذي علمنا إياه صلى الله عليه وسلم قراءة سورة البقرة في البيت، فقد جاء في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )ـ وفيه: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر).

وفي صحيح ابن حبان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن لكل شيء سنامًا، وإن سنام القرآن سورة البقرة، ومن قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليالٍ، ومن قرأها نهارًا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام".

خامسًا: إننا ننصحك أن تتغافلي عما حدث، ولا تعيريه أي اهتمامٍ في تفكيرك، واجتهدي في المحافظة على أذكارك، وثقي أنك محفوظة بحفظ الله ما دمت محافظةً على تدينك وأذكارك؛ ففي صحيح البخاري في قصة أبي هريرة: عندما وكل بحفظ الطعام (زكاة رمضان)، فأتاني آت ...، فقال ـأي الشيطان-: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " أما إنه قد صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان".

وفي الترمذي عن النعمان بن بشير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين، ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دارٍ ثلاث ليالٍ فيقربها شيطان).

كما أن ذكر الله عند دخولك البيت حصن؛ ففي صحيح مسلم عن جابر ـرضي الله عنه- قال: سمعت -رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاءً، وإذا دخل ولم يذكر اسم الله تعالى قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء).

يضاف إلى ذلك ما ورد في الصحيحين، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك).

فاطمئني وأملي في الله الخير، نسأل الله أن يحفظك، وأن يسترك، والله الموفق.