الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يجرحني دائماً بكلامه فماذا أفعل؟

السؤال

أنا بطبعي حساسة من الكلام، وأبكي في أقل موقف، لدي مشكلة مع والدي؛ حيث إن كلامه يجرحني دائمًا، وأصبحت أتوتر عندما أتكلم معه، مثلاً: عندما يسألني سؤالاً ولا أعرف الإجابة، أو لم أسمع السؤال، يعيرني بمستواي الدراسي ويقول: "أنتِ في هذه المرحلة، ولا تعرفين هذه المعلومة؟" هذا دائمًا يجعلني أفقد الثقة في نفسي.

هناك العديد من المواقف التي لا أعرف كيف أشرحها، لكن والدي لم يقصر في حقوق العائلة، رغم ذلك، كلامه يجرحني، حتى أصبحت أبكي دائمًا في السر، أمي -ربنا يحفظها لي- تخبره بذلك، لكنه لا يقتنع، أو لا يهتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lilia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحُسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي والدك، وأن يُلهمه السداد والرشاد، وأن يُعينه على حُسن الكلام، فإن الله يقول: {وقولوا للناس حُسنًا}، وأولى الناس باللطف وحُسن الكلام هم الأبناء والأهل، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينه على ذلك.

أمَّا بالنسبة لك فأرجو أن تتسلَّحي بالصبر، وإذا لم تصبر الفتاة على أبيها، فعلى مَن يكون الصبر؟ وإذا كنت -ولله الحمد- تجدين دعمًا من الوالدة، وهي تُخبره بهذا الكلام، ومع ذلك هو مستمر، فأرجو أن يأخذ الموضوع حجمه.

نحن لا نوافق على هذا الذي يحدث، لكن يظلّ هذا الوالد أبًا، وأيضًا الصبر عليه من أوسع أبواب برّه، ولا نريد أن تحزني أو تبكي؛ لأن هذا هو طبع الوالد، الذي عُرف عنه ذلك، فمن الصعب أن يتغيّر، لذلك نحن لا نريد من الكبير أن يتغيّر بقدر ما نريد من الصغيرة أن تتحمّل، خاصة إذا كان هذا التحمّل لوالدٍ أو والدة.

أعتقد أن عدم تأثرك بكلامه سيجعله يتوقف؛ لأنه إذا شعر أنك تبكين، وأنك تشتكين، وأنك ترفضين هذا الكلام؛ بعضهم يدفعه هذا إلى أن يزيد في عناده، ويزيد في كلامه، أمَّا إذا مرَّ هذا الكلام مرور الكرام دون أن تتأثري، ودون أن تدركي أنه يُعيّرك، والآباء لا يُعيرون بنتهم، لكن لمَّا يقول هذا الكلام قطعًا هو يريد أن تكوني أفضل، يريد أن تكوني مركّزة، ولكن الأسلوب غير صحيح، حتى مَن يريد أن يتحسّن الأبناء في أدائهم، وفي علمهم، ينبغي أن يكون شأنه التشجيع، فإن الإنسان إذا شجع في الإنجاز الصغير، جاءته الإنجازات الكبيرة، أمَّا الذي ينتقد ويحطّم ويعيب ويضحك ويسخر، هذا بلا شك يترك آثارًا سلبية، ونحن نعتقد أنك وصلت إلى أمرٍ يُؤهلك إلى أن تتجاوزي هذه الصعاب، وأرجو أن يأخذ الموضوع حجمه.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك، وأن يُلهمك السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً