الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة نفسية سيئة أعانيها بسبب الماضي الأليم!

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من حالة نفسية سيئة بسبب الماضي الأليم، مررت بطفولة ومراهقة أليمة، أشعر بالغضب الشديد، ولا أستطيع السيطرة على مشاعري ولا أفكاري، دائماً ما أعاني من التفكير واسترجاع الذكريات السيئة؛ مما يجعلني أشعر بالرغبة في الانتقام والانتحار.

أشعر بالغضب والذنب في آن واحد، أشعر بأني خسرت كل شيء، ولا أمل لي في الحياة، أمي إنسانة لا تحب أن تتحمل المسؤولية، وسيئة خلقاً، وضعيفة نفسياً، وكرهتني في حياتي، ومهما حاولت أن تصلح من أخطائها لا أتقبلها، وأتذكر كل ذكرياتي الأليمة معها، وأبي أشعر أنه غير طبيعي ومريض، رغم أن له رصيداً من المحبة عندي، والأشياء الجيدة التي فعلها معي ومع إخوتي، لكن أخلاقه سيئة، وتصرفاته غير متزنة.

مثال: أرسل صوراً لنا لامرأة تعرف عليها، ويكلمها في الموبايل، يحكي لها يومياتنا، وجعلني أكلمها، قلت له من هذه؟ لم يرد، ويأخذ الموضوع بمزاح، لكنه أثر عليّ سلباً؛ لأن أمي تعرف أفعاله؛ فيتشاجران؛ مما يؤثر علينا في البيت، طبعاً الموضوع فيه تفاصيل أصعب ومؤلمة، لكن الحروف لن تكفي، عانت أمي في فترة من الفترات من حالة غريبة، تصرخ وتبكي وتضحك، وتفرغ ما في بطنها في آن واحد، لا أعلم ما سبب حالتها هذه؟! لكني أعتقد أنه بسبب تصرفات أبي!

أبحث في جوجل عن حالتي وسبب الأعراض التي أشعر بها، أنا متأكدة أني مصابة باضطراب ADHD، لكني لا أستطيع أن أذهب لدكتور للتأكد، أشعر بالحيرة والألم، والذنب، ماذا يحدث لي؟! حزينة على نفسي لأني مميزة في كل شيء، هل هذا حسد؟!

أحاول أن أتحصن، أرجو المساعدة؛ فأنا كل يوم أشعر بالتآكل داخلياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولًا: الحمد لله أن الظروف الصعبة التي مررت بها قد مضت بآلامها ومراراتها، والآن أنت في مرحلة جديدة من حياتك، لا تعكري صفوها بما حدث في الماضي، بل استفيدي من الماضي كتجربة تستلهمين منها العظات والعبر، لبناء مستقبل زاهر في كل ما يفرح النفس، ويمتعها.

ثانيًا: كل ما حدث من أخطاء أو سلوكيات غير مرغوبة من الوالدين لا يؤثر في برك لهما؛ فأنت دورك ليس محاكمتهما أو فرض الجزاءات عليهما، فالله تعالى هو القادر على ذلك، فاتركي الأمر له، فدورك هو برهما، ومعاملتهما بالتي هي أحسن؛ لأنك مسؤولة عن ذلك، وستنالين الثواب والأجر على كل ما تقدمينه لهما من خير، واعتبري نفسك أنك في امتحان وابتلاء عظيم، ولكن بالصبر -إن شاء الله- ستجتازين هذه المرحلة، وسيكون لك الجزاء الأعظم.

وباللطف حاولي الإصلاح بينهما، وتذكيرهما بالكف عن كل سلوك يتنافى مع الدين الحنيف، فاسعي أن تكون الهداية بيدك، إذا قدر الله تعالى ذلك، ويمكنك أيضًا الاستعانة بمن له تقدير عندهما من الأقارب أو الأصدقاء، بأن يقوم هو بالإرشاد والتوجيه والإصلاح، دون المساس بسمعتهما أو فضح وكشف العيوب، أي عيوب الأسرة.

أما الاستنتاج بأنك مصابة أو متأكدة بأنك مصابة باضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه؛ فهذا يتطلب التأكد منه بمقابلة المختصين في المجال، بعد إجراء الكشوفات والاختبارات اللازمة، ومن ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة، إذا كانت النتيجة كما تعتقدين، فكوني منارة تضيء لكل الأسرة بالإيمان، والعلم، والأخلاق الحسنة، لكي تنعم الأسرة بالأمن والأمان، والود والمحبة، وسينعكس ذلك حتمًا على صحتك النفسية وصحة جميع أفراد الأسرة -إن شاء الله-.

والعلاج السلوكي يتطلب برامج تقومين بها؛ بحيث يساعد ذلك في ما إذا كان الأمر فعلًا هو تشتت الانتباه أو فرط النشاط الحركي، فيمكن ممارسة بعض النشاطات الرياضية أو القيام ببعض النشاطات التي تفرغ الطاقة، وكذلك القيام بالتدريب على كتابة بعض المذكرات الخاصة بك حتى تتفرغ الشحنات السالبة أيضًا و-إن شاء الله- سيساعدك ذلك في التغلب على المشكلة.

ولكن العلاج الدوائي مهم جدًا، و-إن شاء الله- ربنا يوفقك للحصول على مقابلة أحد المختصين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً